توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هدية للدكتور قنديل

  مصر اليوم -

هدية للدكتور قنديل

فهمي هويدي

أيها المواطنون ــ لا أدرى هل تتاح لى الفرصة مرة أخرى للحديث إليكم، لذلك أغتنم المناسبة لأتحدث بقلب مفتوح فى ثلاثة محاور. أولا: أننى جئت لأوضح وأؤكد، ثانيا: لأشهد وأحمل المسئولية، وثالثا: لا شكر وأعتذر. لقد تحملت مسئولية وشرف وابتلاء رئاسة أول حكومة بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، وككل عمل بشرى كانت هناك إيجابيات وسلبيات، فيها النجاح وفيها الإخفاق، ولأن هناك اخفاقات فقد أردت أن أصلح، واقترحت فى آخر المطاف مبادرة تصلح ما أمكن من عملنا وتوضح الطريق. واقترحت حكومة كفاءات وطنية بما فيها من سلبيات، ولكن فيها إيجابيات كثيرة، وكانت تلك هى الوسيلة الأفضل التى خلصت إليها بعد التجربة والمعاناة، حكومة تعمل من أجل الجميع وتهتم بشأنهم العام. تهتم بأولويات التشغيل وتوفر على مواطنينا عناء العيش. وتعمل جهدها للتنمية وإقامة مشاريع التنمية ما استطاعت، وتصلح ما أفسده النظام السابق. وتواصل بعد ذلك المسيرة الديمقراطية. هذه المبادرة التى قدمتها لم تلق الدعم فقدمت استقالتى. ورغم أنه عرض على التكليف مرة أخرى، إلا أننى بعد التأمل والاستشارة والاستخارة رأيت صعوبة فى أن أقبل مهمة لا أرى فيها فرصا للنجاح الذى تمنيته. كان على أن أعتذر وأنا آسف لأنى أعلم أن بلادنا تنتظر وشعبنا ينتظر حلا، وأريد أن أؤكد أن رفضى التكليف مرة أخرى ليس رفضا متعنتا، ولا غلقا للأبواب، ولكنه رفض من أجل التأكيد على الحق فى إفساح المجال لحل آخر. إننى أحمل المسئولية لنفسى وللحكومة والأحزاب الحاكمة ولكل الأطراف، ولا أستثنى الأحزاب التى اجتمعت بها وقلت إن مستقبل البلد بين أيدينا، ونحن مسئولون عن هذا الشعب، الذى مل وسئم مشاكلنا وعراكنا وخصوماتنا وتجاذباتنا. وأقول للجمع وللإعلام بوجه خاص، ارأفوا بمواطنينا وبأعصابنا ولا تزيدوا الطين بله، ولا تصبوا الوقود على النار، وليكن الجميع فى مستوى المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم بدرجات متفاوتة. ليس كثيرا أن نصبر على الزيادات والإضرابات وقطع الطريق، خصوصا أن اقتصاد بلادنا ضعيف وبحاجة لمن يحمله لا لمن يوهنه. ولا أعفى من المسئولية رجال الأعمال والمستثمرين المحليين الذين عليهم أن يبادروا ولا يترددوا أما جماهير الشغيلة من أبنائنا وبناتنا فهم مسئولون عن مواصلة العمل والكد والخروج من مسار السلبية المقيتة، لأن هذا الوطن لن يتقدم ولن ينطلق نحو المستقبل إلا بسواعد أبنائه وبناته. وأقولها بصراحة وصدق: فى هذا البلد لا يوجد مسئولون وغير مسئولين. وذلك أن الجميع مسئولون عن نجاح القدرة، ولا ينبغى لأى طرف وطنيا وأخلاقيا أن يتملص من مسئوليته. لأننا فى ذات السفينة، إما أن ننجو معا أو نهلك جميعا. فى هذا السياق فإننى أتوجه بالشكر لرجال الأمن والجيش. وهم الذين يعانون ويكابدون ويضحون من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلد، كما أشكر كل المخلصين وهم كثر، الذين يعملون بالليل والنهار ضاربين المثل فى البناء والكد ككل جنود الخفاء المنتشرين فى الحقول والمصانع. أخيرا فإننى أعتذر لأننى خيبت الآمال، وأعتذر لأننى قصرت، لأن المنصب مسئولية والحكم أمانة أمام الله وشعبنا. أعتذر لمن لحقه ظلم منى بغير قصد، أعتذر لمن رأى منى تصرفا آذاه أو كلاما أغضبه، اعتذر لكل أبناء هذا الوطن. وبرغم كل شىء فلابد أن نكون على ثقة فى الله وفى شعبنا، لأن وطننا العظيم يستحق أن يحتل مكانته فى صحائف العزة والمجد. لا تسارع بالتفاؤل أو إحسان الظن، فهذه الكلمة الوداعية التى تدخلت فيها بتصرف بسيط للغاية وجهها السيد حمادى الجبالى رئيس وزراء تونس عقب إعلانه الاستقالة من منصبه، بعدما رفض قراره تشكيل حكومة كفاءات وطنية تسير شئون البلد، بديلا عن حكومة السياسيين الحالية، وهو القرار الذى قدم فيه مصلحة الوطن على مصلحة حزب النهضة الذى يشغل منصب أمينه العام، وكان أول الرافضين لموقفه، وحين أصر على موقفه فإنه خسر منصبه كرئيس للوزراء، ولكنه خرج كبيرا ومرفوع الرأس. كنت قد دعوت الدكتور هشام قنديل لأن يحذو حذو الجبالى فيما كتبته يوم الخميس الماضى (21/2)، وقلت ما نصه إن الرجل إذا فعلها فإنه سيخرج من الحكومة محتفظا بقامته، بدلا من أن يخرج مكسور الجناح ومستبعدا من حكومة ما بعد الانتخابات القادمة، ولأننى مازلت عند رأيى الذى اقترحته، فإننى أهدى إليه هذا النص الجاهز لكى لا تكون له حجة فى تأخير إعلان الاستقالة، وإن لم يقنعه فليته يقرؤه جيداً ويستوعبه ربما تعلم منه شيئا يفيده فى المستقبل. نقلاً عن جريدة "الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدية للدكتور قنديل هدية للدكتور قنديل



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon