توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شمعة فى الظلام

  مصر اليوم -

شمعة فى الظلام

مصر اليوم

  أخيرا تحدث إلينا أحد المسئولين وأفهمنا شيئا مما يجرى فى مصر. لم ينقل إلينا كلاما سارا ولا مبهجا. لكنه على الأقل «نورنا»، وأتاح لنا أن نرى جانبا من الصورة، فى الأجواء المعتمة الراهنة. فقد نشرت «الأهرام» على صفحتها الأولى يوم الأربعاء الماضى 3/4 تصريحات لوكيل وزارة الكهرباء، الدكتور أكثم أبوالعلا، أوضح فيها أمورا عدة تهم الرأى العام. وكان مما قاله ما يلى: ليس صحيحا أن هناك قرارا بفصل التيار الكهربائى عن المواطنين مرتين يوميا ــ المتفق عليه حاليا ان يتم تخفيف الأحمال لمدة ساعة واحدة على مستوى الجمهورية بالتناوب بين جميع المناطق دون استثاء وطبقا لمعدلات الاستهلاك وبما يحافظ على أداء شبكة الكهرباء ــ يجرى حاليا الاستعداد لاستقبال موسم الصيف حيث من المقرر أن تستقبل الشبكة 2600 ميجاوات إضافية بعد دخول محطات جديدة إلى الخدمة، إلى جانب توفير كميات الغاز والوقود اللازمة لتأمين احتياجات التشغيل ــ فى اطار الاستعدادات المذكورة فانه جارٍ الاتفاق مع وزارة الأوقاف لترشيد استهلاك الكهرباء فى 100 ألف مسجد، مع توجيه القائمين عليها إلى ضرورة مراعاة عدم تشغيل أجهزة التكييف إلا فى أوقات الصلاة فقط. أهمية هذا الكلام تكمن فى عدة أمور، أولها ان مسئولا حكوميا اعتنى بأن يخاطبنا وان يفهمنا ماذا يجرى بالضبط، وما الذى يخطط له مع دخول الصيف. وسوف تقدر هذه اللفتة إذا تذكرت أننا نلح منذ عدة أشهر على أهل القرار فى مصر، وفى المقدمة منهم الرئيس محمد مرسى ان يقتطعوا بعضا من وقتهم لمخاطبتنا وإفهامنا لتنويرنا وتبديد جانب من الحيرة التى تتملكنا إزاء أمور كثيرة تتعلق بالحاضر والمستقبل. لست أخفى ترددا فى إطلاق هذا الكلام لأننى أخشى ان يكون قد صدر على سبيل الخطأ الذى سيتم تداركه مستقبلا. وقد راودنى ذلك الخاطر حين لاحظت أن الذى تحدث هو وكيل الوزارة وليس الوزير الذى أرجو ألا يكون قد التزم بسياسة الصمت التى يفضلها الرئيس والحكومة، فى حين ان الذى «تورط» فى الإفصاح هو وكيل الوزارة، الأمر الذى يخلى مسئولية الوزير ويبعد عنه شبهة الاتهام بمخالفة سياسة الحكومة! أما إذا أخذنا كلام الوكيل على محمل الجد ــ وهو ما أرجوه ــ فإننى أتمنى أن تتصرف الوزارة بمسئولية كما يحدث فى الدول المتحضرة، بحيث تطالب أجهزتها فى كل محافظة بالإعلان مسبقا عن مواعيد قطع التيار الكهربائى لكى يرتب الناس أمورهم على أساسها، طالما أنه لم يعد أمامنا خيار، ولا مفر من انقطاع التيار الكهربائى للأسباب التى نفهمها ونقدرها، بالتالى فليس لدينا لوم نوجهه إلى وزارة الكهرباء، وإذا كان علينا ان نقدر موقفها فعليها من جانبها أن تقدر موقفنا كمستهلكين فلا تفاجئنا بقطع التيار الكهربائى دون سابق إنذار، الأمر الذى يسبب للناس مآزق لا حصر لها سواء كانوا فى مكاتبهم أو معاملهم أو بيوتهم، ولا أظن أنه سر حربى يتعين الاحتفاظ به وإخفاء أمره عن الناس، ولن يضيرها أن تحيطهم علما فى بداية اليوم بالأوقات التى سيتم خلالها قطع التيار الكهربائى. وإذا كان لنا أن نعرف من خلال الإنترنت حالة الطرق وما إذا كانت مفتوحة أم مغلقة، فأولى بنا أن نعرف مسبقا مواعيد الإضاءة والإظلام، إذ طالما انه لم يعد بمقدورنا رد القضاء فإن غاية  مرادنا فى الوقت الراهن أن تنشد اللطف فيه. لا يعيبنا ان نواجه أزمة أو أكثر فى ظل الأوضاع التى استجدت بعد الثورة، فذلك يحدث عادة فى ظروف التحول التاريخى الذى تنتقل الأنظار والشعوب بمقتضاها من طور إلى طور، وتواجه صعوبات جمة فى بناء النظام الجديد، لكن يعيبنا ألا نعرف كيف نتعامل مع الأزمة بحيث نحصر أضرارها فى أضيق نطاق ممكن. تماما كما أنه يعيبنا أن ننكر وجود الأزمة ونتصرف على نحو طبيعى دون أن نغير شيئا من سلوكنا المألوف. لذلك قدرت كثيرا اللفتة التى سجلها زميلنا الأستاذ صلاح منتصر فى عموده بجريدة الأهرام الصادرة فى اليوم ذاته، التى أورد فيها قائمة من النصائح التى يتعين الأخذ بها فى السلوكيات والعادات اليومية لتوفير استهلاك الكهرباء. ونبهنا إلى أنها موجودة على الإنترنت لمن يريد أن يتعرف عليها بشكل أكثر تفصيلا. وهو دور ينبغى أن تؤديه وسائل التوعية والإعلام على نطاق أوسع. ألا أن بعضها فيما يبدو ليس معنيا بالتكيف مع الأزمة وتخفيف وطأتها، وإنما هو معنى أكثر بتعميق الأزمة ومفاقمتها. نقلاً عن جريدة "الشروق"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمعة فى الظلام شمعة فى الظلام



GMT 15:22 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 15:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 15:17 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 15:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

GMT 15:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

نُسخة مَزيدة ومُنَقّحة في دمشق

GMT 15:03 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الشهية الكولونيالية

GMT 15:01 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

البحث عن الهوية!

GMT 13:05 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

عودة ديليسبس!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 15:39 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

"المركزي المصري" يتيح التحويل اللحظي للمصريين بالخارج

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليفربول يتواصل مع نجم برشلونة رافينيا لاستبداله بصلاح

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 06:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon