توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليذهب مرسى للكاتدرائية

  مصر اليوم -

ليذهب مرسى للكاتدرائية

فهمي هويدي

كان بطريرك الأقباط الأرثوذوكس أكثر حكمة من غيره حين قال إن ما جرى للأقباط فى بلدة الخصوص وفى الكاتدرائية بالقاهرة يثير علامات استفهام كثيرة، وقد فهمت مما نشرته الصحف أمس أنه يقصد موقف الشرطة بوجه أخص، حيث ألمح إلى أن ثمة شبهة تقاعس وتقصير من جانبها فى التعامل مع الموقف. هذا الغضب الرصين يعطى للآخرين درسا فى الخطاب المسئول، الذى يبدو غريبا واستثنائيا هذه الأيام، التى ضاقت فيها الصدور وانفلت العيار وكادت تتلاشى فيه الفواصل والمسافات بين العقلاء وبين المهيجين والمحرضين والغوغاء، حتى بدا وكأن الآخرين هم الذين أصبحوا يقودون الشارع المصرى ويشكلون الرأى العام. إذ أؤيد الأنبا تواضروس فى عتابه وحيرته، فإننى أزعم أن علامات الاستفهام التى أشار إليها ليست مقصورة على ملابسات حادث الخصوص والكاتدرائية فحسب، ولكن نطاقها أوسع بكثير، بحيث تنسحب على عديد من الأحداث التى شهدناها بعد الثورة، وعجزنا تبين وجه الحقيقة فيها، من موقعة الجمل وقناصة المتظاهرين وحتى مذبحة الجنود المصريين فى رفح، مرورا بأحداث شارع محمد محمود ومذبحة استاد بورسعيد وموقعة الاتحادية. حيث لابد أن يستوقفنا ويثير انتباهنا ودهشتنا أننا لم نتعرف بعد على المسئولين الحقيقيين عن تلك الأحداث. إذا افترضنا حسن النية فى البلبلة والالتباس المخيمين، فأول ما يتبادر إلى الذهن أن دوائر السلطة بعد الثورة تعانى من أزمة معلومات. اذ قيل لى إن الأجهزة الأمنية والتنفيذية فى الدولة لم تعد تتوافر لها المعلومات الكافية لمتابعة ما يجرى على الأرض. وفهمت من بعض المسئولين فى الداخلية أن أجهزة المعلومات مازالت تحت التشكيل، بعد خروج أو استبعاد أعداد كبيرة من العاملين فيها الذين ظلوا طوال الثلاثين سنة الأخيرة على الأقل بمثابة أدوات وعيون وأحيانا سياط النظام السابق، وأيا كان رأينا فى هؤلاء، فإن ذهابهم أدى إلى اختفاء خبرات طويلة، الأمر الذى أضعف من قدرة الأجهزة الأمنية على الأداء، وبالتالى أسهم فى ضياع كثير من الخيوط التى كان يمكن أن تقود إلى تحديد مصادر التفلت والتحريض والفوضى. لا أعرف ما إذا كانت هذه الخلفية تصلح تفسيرا لما وصف بأنه تقاعس أو تقصير من جانب الشرطة فى أحداث الكاتدرائية أم لا، لكن أدعو إلى وضعها فى الاعتبار على الأقل. إضافة إلى ما سبق، فقد لاحظت فى الأخبار التى نشرت أمس أنه تم القبض على ثلاثة من العاطلين الذى اشتبه فى تورطهم فى أحداث الكاتدرائية ومعهم قنابل يدوية وبعض الزجاجات التى تستخدم فى تصنيع «المولوتوف»، وتبين أن أحدهم مسجل خطر متهم فى 17 قضية سابقة. وذلك خيط آخر أحسب أنه يلقى بعض الضوء على دور البلطجية فى العملية. واتصالا بهذه النقطة قيل لى إن الكاتدرائية فى العباسية كانت قد أقامت حديقة فى منطقة عشوائية مجاورة، كانت تسمى عزبة أبودومة، وهو ما دفع سكانها إلى النزوح إلى عزب أخرى مجاورة مثل عزبة أبوحشيش والوايلية، وهؤلاء لايزالون يحملون الكاتدرائية بالمسئولية عن نزوحهم، ولذلك فهم لا يكنون لها ودا، وعلى استعداد للمشاركة فى أى اشتباك معها لتصفية حساباتهم والتعبير عن غضبهم. هناك اعتباران آخران يتعين وضعهما فى الحسبان لفهم ما جرى ووضعه فى إطاره الصحيح، خصوصا أن الذى نبهنى إليهما الأستاذ نبيل مرقس خبير التنمية والدراسات الاجتماعية المعروف. الأول أن حماس الشباب القبطى تزايد بشكل ملحوظ بعد الثورة، بحيث تجاوز سقف الكنيسة، التى لم تعد قادرة على ضبطه واحتوائه، وذلك الحماس كان له دوره فى التوتر الذى جرى. الثانى أن قرار نقل جنازة ضحايا حادث الخصوص إلى الكاتدرائية بالقاهرة لم يكن حكيما ولم يدرس جيدا، فضلا عن أنه لم يتم بالتنسيق مع الجهات الأمنية، الأمر الذى أضعف القدرة على تأمين الجنازة. لقد انتهزت الأبواق الإعلامية الفرصة وحولت ما جرى إلى حريق كبير، أرجو أن ينجح الرئيس مرسى فى إطفائه. وأقترح عليه فى هذا الصدد أن يقود بنفسه محاولة الإطفاء عن طريق زيارة الكنيسة وحضور القداس المفترض إقامته فيها يوم الأحد القادم. نقلاً عن جريدة " الشروق "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليذهب مرسى للكاتدرائية ليذهب مرسى للكاتدرائية



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon