توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حيرة البوصلة المصرية

  مصر اليوم -

حيرة البوصلة المصرية

مصر اليوم

  من أخبار هذا الأسبوع، أن وفدا من الأحزاب السياسية السلفية المصرية سوف يزور واشنطن فى أول مبادرة من نوعها، للالتقاء ببعض مسئولى المراكز البحثية، فضلا عن اجتماعهم مع مسئولى وزارة الخارجية والبيت الأبيض. وحين نشرت جريدة «الشروق» الخبر، كان شيخ الأزهر ومعه وفد من كبار العلماء فى الرياض. يلبون دعوة من العاهل السعودى. التقوا خلالها كبار المسئولين فى المملكة وبعض علمائها. ولست أشك فى أن التزامن بين نشر الخبر الأول وبين زيارة وفد الأزهر إلى السعودية هو مجرد مصادفة، وأنه لا توجد علاقة بين الأمرين. مع ذلك أزعم أن لكل خبر دلالته. فإذا صح الخبر الأول ـ وهو ما أرجحه ـ فهو يعنى أن الأمريكيين يحاولون فهم أبعاد الحالة السلفية، منذ وجدوا أن السلفيين فازوا بربع مقاعد مجلس النواب الذى تم حله، وأدركوا أنهم يمثلون قوة يتعذر تجاهلها. والذين حضروا احتفال السفارة الأمريكية بالعيد القومى فى شهر يوليو الماضى. لاحظوا الحضور الكثيف للسلفيين بين المدعوين، فى حين كان حضور الإخوان محدودا ورمزيا. وحسب معلوماتى، فإن الجهات المختصة فى الولايات المتحدة فى محاولتها لتحرى معالم الحالة الإسلامية فى مصر نظمت حلقات دراسية فى واشنطن لذلك الغرض، واستدعوا بعض الناشطين الإسلاميين من الأمريكيين ذوى الأصول المصرية لكى يستمعوا إلى شهاداتهم وقراءاتهم لأوضاع الجماعات والأحزاب الإسلامية (وللعلم: بعد الثورة تشكلت فى مصر 8 أحزاب سلفية و8 أحزاب أخرى ذات مرجعية إسلامية). خبر «الشروق» يفهم منه أن القيادات السلفية تنتظرها فى واشنطن قائمة طويلة من الأسئلة حول الديمقراطية والأقباط والمرأة ـ الأمر الذى يعطى انطباعا بأن ثمة استجوابا واختبارا لتلك القيادات. لذلك لا أراه مقنعا الكلام الذى نقله الخبر عن لسان الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، وتحدث فيه عن أن الزيارة إذا تمت فستكون دعوية وليست سياسية، وأشار فيه إلى أن دعوة وجهت لهم من مركزين إسلاميين سلفيين فى الولايات المتحدة هما «المنهال والتوحيد». وهو ما يمكن قبوله فى حالة واحدة، هى أن تكون دعوة المركزين السلفيين مجرد غطاء للاختبار والاستجواب المرتقب. علامات الاستفهام والتعجب التى تثيرها رحلة القيادات السلفية إلى واشنطن. تلاحق زيارة شيخ الأزهر وعلمائه إلى السعودية. ذلك أن علاقة الأزهر بالسلفية السعودية ظلت متوترة طول الوقت. فضلا عن أن الدكتور أحمد الطيب رجل صوفى بالأساس، الأمر الذى يضعه على مسافة أبعد من التيار السلفى، وبين الطرفين جفوة تاريخية تحولت إلى اشتباكات ومعارك سالت فيها دماء غزيرة فى بعض الدول الأفريقية (السنغال ونيجيريا مثلا). وتلك خلفية تفتح الأبواب للتساؤل حول ما وراء دعوة شيخ الأزهر وعلمائه لزيارة المملكة فى الوقت الراهن، دون أن تكون هناك مناسبة واضحة تبررها. ولست متأكدا من الربط بين ترتيب تلك الزيارة، وبين الضجيج الذى أثارته الجماعات السلفية فى مصر اعتراضا على تسيير خط الطيران المباشر بين القاهرة وطهران، بعد انقطاع دام نحو 34 عاما. وهى الأجواء التى استطحبت نداءات خوفت من «تشييع» مصر ودعت صراحة إلى استمرار القطيعة مع إيران. ولا ينسى فى هذا الصدد أن الأزهر كان له موقفه السلبى من إيران أثناء زيارة الرئيس أحمدى نجاد، وهو ما أثنت عليه الدوائر السعودية ورحبت به. وأوصلت هذه الرسالة إلى مشيخة الأزهر بأكثر من وسيلة. وكان ذلك واضحا فى الكلمة التى ألقاها وزير الأوقاف السعودى فى حفل تكريم شيخ الأزهر التى وصف فيها العلماء فى البلدين بأنهم «الركن الركين لأهل السنة والجماعة فى العالم اليوم». وفى الكلمة ذاتها حذر الوزير من الذين يدعون أنهم (ينصحون أو يجمعون أو يريدون التقارب، لكنهم يريدون أن يفرضوا على الأمة واقعا مريرا بعيدا عن المنهج الصحيح) ـ فى تحليل دوافع الزيارة لا نستطيع أن نتجاهل عوامل أخرى منها الدور السياسى الذى يحاول الأزهر القيام به، ومنها المسافة التى يحتفظ بها الأزهر إزاء الإخوان والغيوم التى تلوح فى أفق العلاقة بين الطرفين. إذا صح خبر توجه القيادات السلفية إلى واشنطن، وإذا صح تفسيرنا لدعوة شيخ الأزهر ووفد علمائه إلى الرياض. ولاحظنا أن فلول النظام السابق تتجه إلى دبى، فسوف يساعدنا ذلك على رصد بعض الأطراف التى تتحرك فى الساحة المصرية من زوايا مختلفة. وإذا وضعت إلى جانب هذه الصورة جدول زيارات الرئيس مرسى إلى كل من إيران والصين والهند وباكستان وروسيا والبرازيل التى سيزورها فى السادس من مايو القادم، فسوف يسلط ذلك مزيدا من الضوء على طور القلق والحيرة الذى تمر به الثورة المصرية، وهى تبحث عن بوصلة تهتدى بها وجهة تطمئن إليها وتستريح.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حيرة البوصلة المصرية حيرة البوصلة المصرية



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon