توقيت القاهرة المحلي 22:47:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غارة على سيناء

  مصر اليوم -

غارة على سيناء

فهمي هويدي

لخبر السيئ ان طائرة إسرائيلية قتلت خمسة من أبناء سيناء قيل إنهم «جهاديون» كانوا يعتزمون إطلاق صاروخ موجه ضدها، الخبر الأسوأ أن العملية تمت بتنسيق مع الجيش المصرى. أما الأشد سوءا فإن قضية بهذه الخطورة تمس الأمن القومى لمصر اقحمت فى الاستقطاب الراهن، حتى صار البعض شامتين فيما حدث، فى حين ان البعض الآخر ــ مؤيدو العسكر والرافضون للدكتور مرسى ــ ينفون الخبر ويشككون فى حدوثه استنادا إلى التصريحات الرسمية التى تأرجحت بين النفى والتصديق للخبر. هذا الارتباك فى الأداء المصرى كان واضحا منذ اللحظة الأولى. ففى حين ذكر المتحدث العسكرى المصرى ان الحدود العسكرية المصرية خط أحمر ولن يسمح بالمساس به، فإنه أشار أيضا إلى أن السلطات المصرية تقوم بتمشيط منطقة الانفجار. حدث ذلك فى الوقت الذى تناقلت فيه وكالات الأنباء العالمية الخبر، مؤكدة قيام إسرائيل بهذه الغارة، التى اخترقت منها الحدود بين البلدين واستهدفت «الجهاديين» الخمسة. وقد استوقفنى فى هذا الصدد ان القنوات الإسرائيلية الثلاث الأولى والثانية والعاشرة بثت الخبر دون مواربة فى برامجها الاخبارية مساء يوم الجمعة. وقالت القناة العاشرة بصراحة إن طائرة إسرائىلية شنت الغارة فى سيناء. أما القناة الأولى فقد أثارت الموضوع فى برنامج «يومان» الإخبارى الذى تقدمه أيالا حسون، واشترك فى الحوار كل من عويد غرانوت معلق الشئون العربية واير بارشالوم معلق الشئون العسكرية. ومما ذكر فى الحوار ما يلى: ● ايالا حسون: كان نظام مبارك يتعاون معنا بشكل كبير وعميق. وكان مدير مخابراته عمر سليمان يمثل قناة الاتصال التى يتم من خلالها التنسيق والتعاون فى كل المجالات. لكن الاثنين ــ مبارك وسليمان ــ حرصا على ان يظل التعاون الأمنى سريا. أما الفريق عبدالفتاح السيسى فإنه يتعاون معنا بشكل علنى وصريح، ووجهت إلى الضيفين السؤال قائلة: هل لديكما تفسير لذلك؟ ● اير بارشالوم رد قائلا: إذا طرح السؤال على أى من قادة الجيش والمؤسسة الأمنية (فى إسرائىل) فإنهم جميعا سيذكرون لك ان التعاون الأمنى الذى تبديه قيادة الجيش المصرى فى الوقت الراهن غير مسبوق ومفاجئ. لأنها تعتبر ذلك من قبيل الحرب على الإرهاب التى لا هوادة فيها فى سيناء، ثم ان التعاون الأمنى الذى يحرص عليه الجيش المصرى يعد بمثابة رسالة للمسئولين الأمريكيين الذين أكثروا من الانتقادات للانقلاب الذى قام به الفريق السيسى وهو محاولة لاقناع مؤيدى إسرائيل فى الولايات المتحدة بأهمية التحرك لمحاصرة الأصوات داخل الكونجرس الداعية لانتقاد الانقلاب الذى قام به الجيش، كما فعل السيناتور جون ماكين أثناء زيارته الأخيرة لمصر، وبهذه المناسبة ينبغى أن يكون معلوما للجميع أن الحكومة الإسرائيلية منزعجة للغاية من الحملة التى يشنها بعض النواب الجمهوريين ضد الوضع الجديد فى مصر، وتعتبر انه من الأهمية بمكان ان يستمر دعم الجيش المصرى لأنه ضامن للاستقرار فى مصر والمنطقة بأسرها. ● عويد غرانوت قال: ان الغارة التى قامت بها إسرائيل بمثابة استثمار وتوظيف لما يحدث فى العالم العربى خصوصا تلك الارتدادات التى حدثت لموجات الربيع العربى. وما يحدث فى مصر وسوريا يمثل فرصة لإسرائيل لضمان هامش مناورة كبير ومؤثر. ● تدخل اير بارشالوم فى الحديث قائلا: يجب ألا ننسى ان الجيش المصرى هو الذى زود إسرائيل بالمعلومات التى جعلتها تقوم بإغلاق مطار إيلات قبل يوم من المغارة. أفهم ان ما يصدر عن إسرائيل من تحليلات أو معلومات ينبغى أن يتم التعامل معه بحذر، بما فى ذلك ما يمكن ان يعد مديحا وإعجابا بالقادة العسكريين فى مصر. لكننى لم أفهم التردد المصرى فى الإعلان عن الغارة التى وقعت فى سيناء، ولا أجد غضاضة من الاعتراف بأن ذلك يعد عدوانا غير مقبول على سيادة الأراضى المصرية، حتى إذا تم تحت غطاء مكافحة الإرهاب. وأزعم ان الموقف المصرى سيكون أكثر شفافية واحتراما إذا طالب إسرائىل بالاعتذار عما حدث، وإذا ما اعتبر ما جرى مناسبة للمطالبة بإعادة النظر فى الترتيبات الأمنية التى وصت عليها معاهدة السلام بخصوص سيناء. وللعلم فإن إسرائيل اعتذرت لمصر مرة واحدة فى شهر أغسطس عام 2011 (أثناء فترة حكم المجلس العسكرى) حين قصفت موقعا أمنيا آنذاك (فى منطقة الكونتيللا) مما أدى إلى قتل وإصابة 5 من أفراد الأمن المركزى بينهم ضابط. وقد تذرعت فى ذلك بملاحقتها لمجموعة جهادية. وقد اضطرت إلى ذلك لأن الثورة المصرية كانت فى أشهرها الأولى التى هاجم فيها المتظاهرون المصريون مقر السفارة الإسرائيلية واضطروا سفيرها للهروب تحت جنح الظلام إلى تل أبيب. لو تم التعامل مع الموضوع بشفافية لصار الموقف الوطنى واضحا ومحسوما، ولكان احتشاد الرأى العام وراء الجيش واجبا لا لبس فيه، سواء لتأييده ومساندته، أو حتى لإعذاره. الشروق  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غارة على سيناء غارة على سيناء



GMT 08:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 08:46 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 08:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 08:44 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا جرى في «المدينة على الجبل»؟

GMT 08:34 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 08:33 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الشعوذة الصحافية

GMT 08:32 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 08:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon