فهمي هويدي
تعليقا على ما كتبته أمس عن واقعة الاعتداء على مزرعة ومكتبة الأستاذ محمد حسنين هيكل فى برقاش، تلقيت منه الرد التالى:
عزيزى فهمى
لولا أنه أنت ما كنت توقفت وربما ما كنت رددت، على أنه ليس لدى تعليق على ما تفضلت بكتابته أمس عما حدث فى «برقاش»، غير ان تقوم ــ وأنت تعرف المكان وسبقت لك رؤيته مرات عبر السنين ــ بزيارة خاطفة إليه الآن، وتطل بنفسك على ما جرى فيه وما جرى له، ثم تطرح على نفسك الأسئلة التى تجدها ضرورية، ثم تجيب عنها ولنفسك أيضا.
ان هناك الكثير من الأفلام والصور التى التقطها الخبراء الذين قاموا بالمعاينة ولدى منها الكثير، وكان فى استطاعتى ان أرسل بعضها إليك، لكنى أفضل رؤيتك المباشرة وأسئلتك لنفسك وإجاباتك عليها.
قلت ولازلت أقول اننى حريص على حرمة هذا المكان واحترام كبريائه وتاريخه، بما فى ذلك ان لا أكشف جراحة فى لحظة محنته.
وتصورت ولازلت أتصور انه ليس من حقى ان استوقف الناس كثيرا مع قضية محددة ومحدودة، فيما الوطن كله معرض، والأمة كلها فى قلب النار.
وكررت ولازلت أكرر اننى لا أريد أن تتحول «برقاش» إلى بند فى حملات الكراهية السائدة فى هذه اللحظة القلقة والحرجة من تاريخ مصر.
وقلت ولازلت أقول كثيرا، لكن الأهواء غالبة، والمعرفة غائبة، والشكوك تتحكم وتحكم فى العقول والقلوب!
وهنا فاننى رجوت زملاءنا ان يكون كلامهم ــ تحريرا وتصويرا ــ فى الموضوع داخل حدود تصون مكانا احتضن حياتى وحياة أسرتى، واتسع لوقائع ولرجال ظهروا على ساحة الإقليم والعالم، وتركوا هناك ظلا من تاريخ سياسى وثقافى ــ ومع ذلك فاننى أقبل بك شاهد عيان يرى الحقيقة بعين العقل والقلب، دون ان يعتمد على ما هو منشور هنا وهناك.
وظنى انك عندما تطل على الموقع، سوف ترى أن هناك شيطانا ما لعب دورا ما فيما جرى، كل ذلك مع تقديرى ان ما وقع فى «برقاش» وقع مثله فى أجواء التحولات والاضطرابات الكبرى ــ وأنه حتى إذا كان قد حدث لى ــ فليست تلك آخرة الدنيا ولا نهاية التاريخ.
بقى أن أشكر لك اهتمامك، وسلمت من كل سوء.
محمد حسنين هيكل
نقلاً عن "الشروق"