توقيت القاهرة المحلي 05:41:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ذعر لا مبرر له

  مصر اليوم -

ذعر لا مبرر له

بقلم فهمي هويدي

فهمنا نفى رئاسة الجمهورية للخبر الذى نشرته جريدة «الشروق» بخصوص توجيه الرئيس السيسى بمنع المظاهرات فى ٢٥ أبريل، لكن الذى لم نفهمه أن تعمد وزارة الداخلية إلى تكذيب بيان رئاسة الجمهورية على الفوز. وقد بدا ملحوظا فى هذه الأجواء أن الصحف القومية ووسائل الإعلام المرئية الأخرى أبرزت النفى الأول ولكن مواقع التواصل الاجتماعى هى التى عممت التكذيب الثانى.

صحيح أن الداخلية لم تصدر بيانات، لكن ممارساتها على الأرض تكفلت بتوصيل الرسالة. فى الوقت ذاته فإن الأصوات المعبرة عنها ما برحت تتحدث عن «المؤامرة» موحية بأن تحركات الشباب وفاعلياتهم إما أنها جزء من المؤامرة المفترضة أو أنها تحقق لها مرادها فى نهاية المطاف.

لم تكن تلك الملاحظة الوحيدة لأن الأصوات المذكورة فى سعيها للتشكيك فى الاحتجاجات الراهنة لجأت أيضا إلى الادعاء بأن الإخوان وراء إطلاقها. من ثم فإنها نفخت فى حجم الجماعة وتأثيرها رغم كل ما جرى لها خلال السنوات الثلاث الأخيرة. ثم أنها وقعت فى محظور آخر، حين جردت القطاعات العريضة من الشباب الجامعى من الغيرة على الوطن أو الحرص على حدود البلاد ورفض التفريط فيها.

وحين يتم ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه رسميا أننا بصدد عام الشباب، الذى يفترض أن تحتفى فيه الدولة بهم وتفتح أمامهم أبواب المشاركة والأمل، فإننا نصبح إزاء مفارقة تدعونا إلى التساؤل عما يمكن أن تؤول إليه الحال لو كان عاما عاديا، وليس فيه للشباب التميز المفترض.

بعد النفى الرئاسى الذى بدا مطمئنا بصورة نسبية، لم يستمر ذلك الاطمئنان سوى ساعات معدودة، لأن وزارة الداخلية تحركت فى اتجاه معاكس تماما، إذ إلى جانب استمرار احتجاز مجموعة الشباب الذين ألقى القبض عليهم فى مظاهرات جمعة الأرض (٢٥ شابا) فإن الحملات الأمنية انطلقت فى أغلب المحافظات المصرية مستهدفة طلاب الجامعات والنشطاء الذين ألقى القبض عليهم بعد مداهمة بيوتهم فى ساعات الفجر، كما أن الحملات استهدفت مساكن وسط البلد فى القاهرة وشملت الاعتقالات العشوائية أعدادا من الجالسين على المقاهى، وهو ما انتقده الحقوقيون وحزب مصر القوية، كما أصدرت ٩ حركات طلابية إلى جانب عدد من الأحزاب والشخصيات العامة بيانات أدانت حبس طلاب جامعة طنطا. كذلك قامت أجهزة الأمن الإدارى باحتجاز بعض الطالبات والطلبة فى جامعة عين شمس وأسيوط وجامعة حلوان. وكان ممن تعرضوا للاعتداء فى تلك الحملة كتاب وصحفيون تصادف وجودهم فى بعض المواقع المستهدفة. وعُلم أن أحد كتاب جريدة الأهرام (السفير معصوم مرزوق) منع من الكتابة فى الجريدة بسبب معارضته لاتفاق جزيرتى تيران وصنافير. كما أوقف لنفس السبب البرنامج التليفزيونى الذى كان يقدمه الإعلامى يوسف الحسينى. كذلك أوقف برنامج «ثوار لآخر مدى» المذاع على القناة الثالثة وتقرر تحويل أسرة البرنامج للتحقيق.. كل ذلك بسبب التضامن أو الدعوة إلى التظاهر احتجاجا على اتفاق الجزيرتين.

الشاهد أنه رغم النفى الرئاسى المطمئن فإن وزارة الداخلية شنت حملة ترويع واسعة لإجهاض الدعوة إلى التظاهر الذى يفترض أنه سلمى ولن يتجاوز رفع صوت الغضب الشعبى إلى مسامع أولى الأمر. ولجأت حملة الإجهاض إلى كل وسائل ترهيب الشباب وتخويفهم. ومن المفارقات أن عصبية مسئولى الداخلية وصلت إلى حد وقف زيارات نزلاء سجن العقرب حتى يوم ٢٥ ابريل وتهديد الأهالى الذين احتجوا على ذلك بعدما تكبدوا مشقة الوصول إلى أبواب السجن عند منتصف الليل لكى يسمح لهم بالدخول ولقاء ذويهم لعدة دقائق بعد طلوع الشمس.

لا أعرف كيف قرأت أجهزة المعلومات والتحليل المشهد الراهن. وما هى الصورة التى نقلت إلى رئيس الجمهورية من احتمالات ما يمكن أن يحدث غدا فى ٢٥ أبريل. لكن المراقب يستطيع أن يرصد أربعة أمور فى هذا الصدد. الأول أن أداء الداخلية جاء مخالفا للتوقعات التى انتظرناها أو تمنيناها بعد التكذيب الرئاسى. الثانى أن أجهزة الداخلية أصيبت بذعر كاد يفقدها صوابها جراء دعوات التظاهر فلجأت كما حدث فى ٢٥ يناير إلى الترويع والقمع والتمشيط الذى أشاع جوا من التوتر فى المجتمع كنا فى غنى عنه. الثالث أن الحملات الأمنية وسعت من دائرة السخط والغضب حين شملت أناسا لا علاقة لهم بما يجرى، إذ كانوا جلوسا فى مقهى أو متفرجين على بعض فاعليات الجامعات. الرابع أن السلطة بدت غير واثقة من المجتمع الذى تقوده، كما أنها ظهرت على صورة أضعف كثيرا مما توحى به حشودها ومدرعاتها وناقلات جنودها وملثميها وسجونها.

هذا التحليل إن صح فإنه يعنى أن المشكلة أكبر من جزيرة تيران وصنافير وأن ما خص الجزيرتين يمثل فصلا واحدا فى كتاب المرحلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذعر لا مبرر له ذعر لا مبرر له



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon