توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خياران أمام قضية الساعة

  مصر اليوم -

خياران أمام قضية الساعة

بقلم فهمي هويدي

أغلب الظن أن كثيرين فى مصر على الأقل يحبسون أنفاسهم اليوم بانتظار مصير الطعن الذى قدمته الحكومة ضد قرار المحكمة الإدارية بإبطال اتفاقية الجزيرتين تيران وصنافير. وهم محقون فى ذلك لاريب. نظرا لدقة الموضوع وحساسيته، على الصعيدين المحلى والإقليمى. ورغم أن الحكم التاريخى الذى أصدره المستشار يحيى الدكرورى أنعش الأحلام وأخرج الأغلبية من وهدة الإحباط واليأس، إلا أن الأمر لم يخل من قلق ساور البعض إزاء بعض القرائن التى لاحت فى الفضاء المصرى خلال الأيام الماضية. ذلك أن كثيرين لم يستريحوا إلى الزيارة التى قام بها مساعد أحد الوزراء للشئون الدستورية والقانونية إلى مجلس الدولة بعد صدور الحكم، واجتماعه مع رئيس المجلس وأمينه العام وبقائه فى المجلس حتى الساعة الرابعة عصرا. وهى التى أثارت علامة استفهام كبرى ظلت بلا إجابة، ومن ثم فتحت الأبواب للتأويل وإساءة الظن. لاحظ المتابعون أيضا أن المحكمة أصدرت حكمها يوم الاثنين ٢٠ يونيو. وبعدما طعنت الحكومة عليه فى اليوم التالى أعلن أن الطعن سيبحث فى جلسة الأحد ٢٦ يونيو. وهى فترة قياسية فى قصرها. إذ المعتاد أن يستغرق الأمر شهرين أو ثلاثة، بل إن أحد الخبراء القانونيين أشار إلى قضية تنتظر تحديد جلسة للمحكمة العليا منذ أربع سنوات. واعتبر الاستعجال فى الحالة التى نحن بصددها قرينة أخرى رفعت منسوب القلق وفتحت بابا آخر للتأويل وإساءة الظن.

يلاحظ فى هذا الصدد أن استفتاء البريطانيين على علاقة بلادهم بالاتحاد الأوروبى أحيا لدى البعض فكرة حل الإشكال الحاصل بإجراء استفتاء مماثل يسمع فيه رأى المجتمع، وهو ما دعا إليه وعبر عنه النائب محمد أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان حين أصدر بيانا تساءل فيه: هل نتعلم وتكون إرادة الشعب هى الفيصل للحكم.. أم سنظل نمضى كما نحن الآن، الشعب فى واد والدولة فى واد آخر؟ مضيفا أن النموذج الذى قدمه البريطانيون جدير بالاحترام والاحتذاء، ذلك أنه فى الدولة الديمقراطية الحقيقية ينبغى أن تكون الكلمة فى القرارات المصيرية للشعب فقط (المصرى اليوم ٢٥/٦). وهو كلام مهم ومفيد سبق طرحه، لكن الأمور فى مصر مضت فى اتجاه آخر أوصل القضية إلى المحكمة الإدارية العليا التى يفترض أن تبحث طعن الحكومة اليوم. لذلك فمن الواضح أن الموضوع سيحسم قضائيا وسياسيا، الأمر الذى يستدعى السؤال التالى: ما هى الخيارات المتاحة أمام الإدارية العليا اليوم؟
سألت من أعرف من خبراء القضاء الإدارى فكان الرد كالتالى.

< يفترض أن يبحث الطعن أمام دائرة فحص الطعون المكونة من ثلاثة مستشارين، وليس للدائرة أن تفصل فى الموضوع، وغاية ما تملكه أن تحدد مصير الطعن.

< المصير فى هذه الحالة يتراوح بين ثلاثة خيارات. الأول أن ترفض الدائرة طعن الحكومة، وبذلك يصبح قرار محكمة القضاء الإدارى باتا ونهائيا. الثانى أن توقف الدائرة تنفيذ الحكم مؤقتا إذا كانت له نتائج حالة يتعذر تداركها على أن تفصل المحكمة العليا فى الموضوع لاحقا. الخيار الثالث أن تحيل الدائرة الحكم إلى المحكمة العليا دون أن توقف تنفيذه.

لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما يمكن أن تنتهى إليه دائرة فحص الطعون اليوم. فالأمر متروك للقضاة الذين أرجو أن يكونوا قد تمكنوا من دراسة الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية. مع ذلك فثمة اعتبار قد يكون له أثره فى تضييق الخيارات يتعلق بموعد إحالة رئيس المحكمة العليا ورئيس مجلس الدولة إلى المعاش، الذى يحل هذا الأسبوع. ذلك أن المستشار الدكتور جمال ندا الذى تجاوز السبعين كان قد بلغ السن القانونية فى العام الماضى، وطبقا للقواعد المتبعة فقد كان عليه أن يكمل السنة القضائية التى تنتهى فى أول يوليو الحالى. ولأن ذلك التاريخ يوافق يوم جمعة فيفترض أن يخلى مكتبه ويسلمه لخلفه الذى تم تعيينه يوم الخميس ٣٠ يونيو، أى بعد أربعة أيام من صدور قرار دائرة فحص الطعون بشأن القضية المثارة. ولأن المحكمة العليا التى يرأسها المستشار جمال ندا لن تستطيع دراسة ملف القضية الكبيرة خلال أربعة أيام، ولأن الأمر لا يحتمل انتظارا للسنة القضائية الجديدة (التى تبدأ فى أول سبتمبر)، فأغلب الظن أن دائرة فحص الطعون ستكون مخيرة بين احتمالين وليس ثلاثة. أعنى أنها إما أن ترفض طعن الحكومة أو توقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإدارى الخاص بإبطال الاتفاقية. ووقف التنفيذ لا يعنى إلغاء الحكم، إلا أنه يحقق هدفين أولهما ضمان استمرار العمل بالاتفاقية، وثانيهما توفير الفرصة لاحتواء الموضوع من خلال تأسيس واقع جديد قد يتم ــ مثلا ــ من خلال عرض الاتفاقية على مجلس النواب، الأمر الذى قد يثير جدلا قانونيا حول حدود سلطات المجلس وسلطات القضاء الإدارى. وذلك مجرد استنتاج قد يصيب وقد يخيب. وفى كل الأحوال فإن الأمر سيحسم خلال الساعات القليلة المقبلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خياران أمام قضية الساعة خياران أمام قضية الساعة



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon