توقيت القاهرة المحلي 17:47:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكل فى الهم سواء

  مصر اليوم -

الكل فى الهم سواء

بقلم فهمي هويدي

حين ندقق فى البيانات المتعلقة بمواصفات الريف المصرى سنكتشف أن الواقع فى الوجه البحرى ليس أفضل حالا منه فى الصعيد. ولكن أوضاع الأول أقل سوءا من الثانى. أعنى أن الفوارق فى الدرجة وليست فى النوع. وأن الهم واحد ولكن التفاوت ينحصر فى نصيب كل طرف منه، وهو ليس كبيرا على أى حال. وذلك يبرز حقيقة لا مفر من الاعتراف بها وهى أن المدن فى مصر صاحبة الحظ الأكبر من الاهتمام وأن القاهرة تظل أم المدن من هذه الناحية بامتياز. ولا غرابة فى ذلك، إذ طالما كانت السلطة هى أهم وأقوى أركان الدولة والمجتمع أضعف الحلقات. فمن الطبيعى فى هذه الحالة أن تتناسب الحظوظ مع وزن ومدى أهمية كل طرف. وإذا سلمنا بالمقولة التى تعتبر الريف وليس المدينة هو ما ينبغى أن يقاس به التقدم العمرانى، فذلك يعنى أن أمامنا شوطا طويلا ينبغى أن نجتازه لكى ينتسب إلى المجتمعات المتقدمة. استطرادا أضيف أن تقدم المدينة يعبر عن قوة السلطة أما تردى الأوضاع فى الريف فإنه يجسد ضعف المجتمع.

البيانات التى جمعها ممثلو الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أثناء مسح الريف المصرى عام ٢٠١٥ شملت ٤٦٥٥ قرية، منها ٢٧٠٠ قرية فى الوجه البحرى و١٧٥٤ قرية فى صعيد مصر «القرى الأخرى أقل عددا بكثير وهى موزعة على المحافظات الحضرية ومحافظات الحدود. واستثنيت محافظتى شمال سيناء وجنوبها نظرا لظروفهما».

أبرز التباينات التى تم رصدها فى ريف الوجه البحرى والصعيد كانت على النحو التالى:

❊ محافظات الوجه البحرى يعمل ٩٠٪ من سكانها بالزراعة تستنى من ذلك قرى محافظة دمياط، التى يعمل ٩٣٪ من سكانها فى الصناعة والتجارة. أما محافظة الغربية فنحو ٩٦٪ من سكانها يعملون فى التجارة. والوضع فى الصعيد مختلف، حيث لا وجود يذكر للصناعة، فـ٩٥٪ فى قرى محافظة الفيوم يعمل سكانها فى الزراعة و٥٪ من سكان قراها يعملون فى الأنشطة الحرفية، والعمل بالزراعة يسرى على بقية محافظات الصعيد بنسبة ٠٩٪، باستثناء محافظة أسوان التى يعمل ٨٧٪ من سكانها بالزراعة.

❊ محافظة المنيا لها وضع خاص لأن ٩٤٪ من قراها يعمل سكانها فى الزراعة ونسبة عالية يشتغل بالأعمال الحرفية.

❊ عند مقارنة حجم النشاط الاقتصادى الذى يتمركز فى الطريق الرئيسى بالقرى لوحظ أن نحو ٨٢٪ من قرى الإسماعيلية يوجد بطرقها الرئيسية عدد متوسط من المحال التجارية، تليها البحيرة بنسبة نحو ٦٩٪ وبلغت النسبة أقل «نحو ٥٣٪» فى الدقهلية والقليوبية. والوضع مختلف بصورة نسبية فى الصعيد فنحو ٧٣٪ من القرى توجد بطرقها الرئيسية عدد متوسط من المحال التجارية. وتصل النسبة إلى ٧١٪ فى المنيا وبنى سويف. أما أكبر نسبة لقرى التى يوجد بها عدد كبير من المحال التجارية فهى فى أسوان «٤٥٪».

❊ ٧٤٪ من قرى دمياط يكثر فيها الباعة الجائلون. تليها قرى القليوبية بنسبة ٤٣٪ وأقل نسبة لأولئك الباعة فى الإسماعيلية حيث يوجدون فى نحو ٩٪ من قراها. وبالمقارنة بالصعيد نجد توافر الباعة الجائلين فى ٧٤٪ من قرى بنى سويف، تليها قرى المنيا بنسبة ٦٥٪ أما أقل نسبة فقد كانت من حظ قرى الجيزة «٢٨.٥٪»

❊ نحو ٧٣٪ من قرى محافظة الغربية ينقطع عنها تيار الكهرباء كل يومين أو ثلاثة وكذلك الحال فى نصف قرى محافظة المنوفية. أما فى الإسماعيلية فـ٣٦.٤٪ من قراها ينقطع عنها التيار الكهربائى يوميا. إلا أن البحث أشار إلى ارتفاع نسب القرى التى ينقطع عنها تيار الكهرباء يوميا فى محافظات الصعيد. فنحو ٥٦٪ من جملة القرى بمحافظة الأقصر ينقطع عنها التيار الكهربائى يوميا، تليها قرى محافظة المنيا وأسيوط ٤٧ و٤٩٪ على التوالى.

❊ ٣٠٪ من قرى محافظة الشرقية تنقطع عنها المياه يوميا ونحو ٢٦٪ منها نقطع أسبوعيا، وفى المنوفية تنقطع المياه أسبوعيا فى نحو ٧٢٪ من قراها، فى البحيرة تنقطع المياه كل يومين أو ثلاثة فى ٢٨٪ من القرى وأسبوعيا فى ٣٩٪ منها. أما فى الصعيد فنسبة القرى التى تنقطع عنها المياه يوميا كانت أكبر إذ بلغت أكثر من ثلث قرى الأقصر والجيزة «٣١ و٣٣٪» وتجاوزت تلك النسبة الربع فى قنا والمنيا وأسوان «و٢٩ و٢٧٪» على التوالى».

❊ ٨٦٪ من قرى المنوفية لا يوجد بها شبكة صرف. وهى أعلى نسبة بالإقليم، تليها محافظتا الإسماعيلية والشرقية «٨٢ و٨٥٪» على التوالى، بينما بلغت النسبة فى قرى دمياط نحو ٤٥٪ و٨٪ فقط فى الدقهلية بالمقابل فإن معظم القرى بالوجه القبلى لا توجد بها شبكة صرف صرحى. وتراوحت النسبة فى قرى جميع المحافظات بين ٩٨ و٨٢٪، عدا محافظة الفيوم التى بلغت النسبة فى قراها نحو ٧٦٪.

❊ هذه المعلومات لا ترسم كل الصورة بكل تأكيد لأن الدراسة مليئة ببيانات التراجع بجميع القرى فى الخدمات التى تقدم للناس فى مياه الشرب والمواصلات العامة والمصارف الراكدة وغير المغطاة «الرشاح» التى تلقى فيها القمامة والحيوانات الميتة. وهى صورة تدعونا إلى تعميم الاستغاثة التى أطلقها الحاج السيد فؤاد عباس، لتكون نداء يطالب السلطة بأن تتواضع فى تطلعها إلى ضخ المليارات لصالح فرقعة العاصمة الجديدة، ونتذكر أن آلاف القرى التى تحاصرها الهموم أولى بتلك المليارات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكل فى الهم سواء الكل فى الهم سواء



GMT 12:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بشرى للاعبين المحليين

GMT 14:24 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

هل الكتابة خدعة؟

GMT 14:23 2016 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

أحرجتنا ماليزيا

GMT 11:38 2016 الثلاثاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

الإصلاح السياسى مقدم على الإصلاح الدينى

GMT 12:04 2016 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

التغريبة الثالثة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon