سليمان جودة
بدأنا مشروعا ضخما جديدا فى منطقة قناة السويس دون أن يقال للناس شىء محدد عن المشروع السابق فى المنطقة نفسها!
فالرئيس أعلن، يوم السبت، بدء العمل فى مشروع تطوير منطقة شرق بورسعيد، وقال إن إنجازه سوف يستغرق عامين، ولابد أن ذلك قد أعاد تذكير الكثيرين بمشروع قناة السويس الجديدة، التى بدأ العمل فيها 6 أغسطس 2014، وافتتحها الرئيس 6 أغسطس الماضى، وشارك المصريون فيها بشهادات استثمار زادت على 60 مليار جنيه!
بدء المشروع الجديد كان، ولايزال، يقتضى بيانا واضحا من الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة القناة، عن المشروع القديم، لأن مرور أربعة أشهر كاملة على الافتتاح يظل مدة كافية لأن يتكلم الرجل المسؤول عن القناة، وأن يكون بدء العمل فى المشروع الجديد هناك مناسبة ملائمة جدا للكلام الواضح من جانبه.
كم تكلفت القناة الجديدة؟!.. وهل استنفدت قيمة شهادات الاستثمار كلها أم استنفدت جزءا منها فقط؟!.. وإذا كانت الدولة قد أنفقت بعضا من الستين مليارا فأين الباقى، وأين سوف تستثمره الدولة وفى أى مشروع على وجه التحديد؟!.. وما مدى إسهام القناة الجديدة خلال الأشهر الأربعة الماضية فى زيادة معدل مرور السفن فى القناة عموما؟!.. وماذا عن العائد المتوقع لهذه الزيادة فى دخل القناة إجمالا عندما يمضى عام كامل على الافتتاح فى أغسطس المقبل؟!
هذه كلها تساؤلات متداولة بين المصريين، وقد سمعت بعضهم يتساءل عن دخل القناة الجديدة وعن نصيبه منه، وعما إذا كان هذا الدخل سوف تجرى ترجمته فى حياة الغالبية فى صورة خدمات عامة- مثلا- أفضل حالا من حالها البائس القائم؟!.. كنت أتصور أن يبدأ الرئيس برنامج الاحتفال ببدء العمل فى شرق بورسعيد بأن يطلب من مميش أن يقدم تقريرا موجزا لكل مصرى، بحيث توضع فيه النقاط على حروفها، ويقال لكل مواطن إن الوضع الآن بالنسبة للقناة الجديدة هو كذا.. وكذا.. وبالضبط!
كنت أتصور هذا، ومازلت أتصوره، لأن الكلام سكت تماما عن القناة الجديدة منذ افتتاحها مع أن مرور 120 يوما مدة تكفى لأن تكون أمامنا مؤشرات أولية عن حصيلة الموضوع كله وعما هو قادم من حصيلته، ثم تكفى كذلك لأن يكون الـ90 مليون مصرى فى الصورة لا أن يكونوا خارجها ولا غائبين عنها كما يبدو!
تكلم يا سيادة الفريق لأن كل واحد ممن تابعوا العمل فى القناة يجلس منذ افتتاحها فى انتظار أن يتلقى عائدها عليه وربما يحسب بحسن نية وبالورقة والقلم نصيبه فيها.. تكلم حتى يحظى المشروع الثانى بحماس المشروع الأول!