توقيت القاهرة المحلي 05:16:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أربعة مشاهد!

  مصر اليوم -

أربعة مشاهد

سليمان جودة

حين كنت أفتش، صباح أمس، عن سبب منطقى يساعدنا على فهم الارتفاع المفاجئ للأسعار، دون أى مقدمات، قرأت للدكتور خالد حنفى، وزير التموين، أن وزارته تعاقدت على كميات إضافية من المنتجات لطرحها فى الأسواق،

شعرت عندئذ بالارتياح، لأن الوزير المسؤول فى الحكومة يسعى من تلقاء نفسه، وبحكم مسؤوليته، إلى حل أزمة تواجه عموم الناس!

ولكن الله تعالى لم يشأ لارتياحى أن يدوم، لأن العبارة التالية فى تصريحات الدكتور حنفى كانت هكذا: بعد توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة حل الأزمة خلال أيام!

طويت الصحيفة حزيناً، وذهبت أفتش فى صحيفة أخرى عن آخر أخبار استقالات الطيارين المصريين، ففاجأنى بيان عنهم، فى الصفحة الأولى من الأهرام، يقول إنهم قد سحبوا جميع استقالاتهم، وإنهم فعلوا ذلك (إيماء واستجابة لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية)!

طويت الأهرام بدورها، وقد تضاعف حزنى، وحدثتنى نفسى بأن أبحث فى أى صحيفة عن آخر أخبار مشروع المليون فدان، الذى من المفترض أن وزارة الزراعة تعمل عليه منذ فترة، وتحديداً منذ جاء الرئيس إلى الحكم، قبل ما يقرب من عام، فإذا بالخبر المنشور عن المشروع يبعث على الحزن مرتين: مرة لأن ثلاثة من خبرائه قد لقوا مصرعهم فى منطقة الفرافرة بالوادى الجديد، ونعاهم الوزير صلاح هلال، معرباً عن حزنه الشديد.. ثم مرة ثانية، وهى فى صلب موضوعنا، لأننى قرأت على لسان الوزير هلال الآتى: جميع التشريعات والقوانين التى أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى، حول التعاونيات والتأمين الصحى على الفلاح، والزراعة التعاقدية وخلافه، تهدف إلى التيسير على الفلاحين، ورفع مستوى معيشتهم، وضمان وضع آمن لهم!

لم يختلف الحال، كما ترى، فى الزراعة، عنه فى الطيران، عنه فى التموين!

وقررت أن أجرب حظى للمرة الأخيرة مع موضوع العاصمة الإدارية الجديدة، ممنياً نفسى بأن أجد فيها الجديد، أو بمعنى آخر، أجد فيها أحداً من مسؤولينا يتحرك وحده، ودون توجيهات من الرئيس.

وكان أن قرأت فى الصفحة الأولى من «المصرى اليوم» ما يلى: وعلمت «المصرى اليوم» أن المسودة النهائية لعقود مشروعات الشراكة مع القطاع الخاص المتعلقة بالعاصمة الإدارية الجديدة بطريق مصر- السويس لتفعيل مذكرات التفاهم التى تم الاتفاق والتعاقد عليها، خلال مؤتمر شرم الاقتصادى، لاتزال تحت المراجعة، وأن توقيعها بشكل نهائى- وهذا هو موضوعنا- سيكون تحت إشراف مؤسسة الرئاسة!

وهكذا.. من التموين، إلى الطيران، إلى الزراعة، إلى العاصمة الجديدة: الرئاسة والرئيس، ولا شىء غير الرئاسة والرئيس!

رجائى ألا أكون قد ضاعفت من اكتئابك مما وممن حولك، فلم أفعل سوى أن صارحتك بالحقيقة العارية حولنا، ولم أفعل سوى أن وضعتها مجسمة فى أربعة مشاهد أمامك.. فأول طريق الإصلاح هو المصارحة، ولا شىء غيرها!

تسألنى فأقول إنه لن يتغير شىء فى حياتنا.. أى شىء.. إلا إذا عمل المسؤولون فى المواقع الأربعة التى أحصيتها، وفى غيرها، بتوجيه من ضمائرهم، وليس من الرئاسة، ولا الرئيس!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربعة مشاهد أربعة مشاهد



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon