توقيت القاهرة المحلي 23:45:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أغلى ما عند الرئيس!

  مصر اليوم -

أغلى ما عند الرئيس

سليمان جودة

شهد الرئيس السيسى، صباح أمس، حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الدفاع الجوى والكلية البحرية، ولابد أن الذين تابعوا الحفل قد خمنوا أن الرئيس سوف يشهد، على مدى الأيام القليلة المقبلة، حفلات تخرج أخرى من النوع نفسه، ومن كليات عسكرية متعددة، تحتفل بدفعاتها الجديدة فى هذا الموعد من كل عام.
ولو أنت لاحظت، فسوف تكتشف أن الحفلات كلها صورة واحدة تقريباً، من حيث الإجراءات المتبعة فيها، ومن حيث الذين يحضرونها من المسؤولين برفقة الرئيس، ثم من حيث الصورة العامة والثابتة التى يخرج بها الحفل، فى كل مرة، للمشاهدين، وكأنه مسجل من العام الماضى!
وقد كتبت فى هذا الأمر، قبل 25 يناير 2011، عندما لاحظت وقتها، أن الرئيس الأسبق مبارك، كان يفعل الشىء نفسه، على مدى ثلاثين عاماً.. وهو لم يكن فقط يفعل الشىء نفسه سنوياً، وإنما كان يكرر الشىء ذاته، فى الصيف الواحد، عدة مرات، من الكلية البحرية، إلى الكلية الجوية، إلى الدفاع الجوى، إلى الحربية، إلى الشرطة.. إلى.. إلى.. وبذات الترتيب فى كل عام!
ولا أعرف لماذا لم يهمس أحد إلى الرئيس، ممن كانوا يحيطون به وقتها، بأنه توفيراً لوقته، كرئيس، وكذلك جهده، ومعه وقت وجهد سائر المسؤولين الذين تتم دعوتهم، فإنه من الأليق والأجدى أن تتجمع هذه الكليات جميعاً، فى حفل واحد، يسمى حفل تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية، ويحضره الرئيس ومرافقوه مرة واحدة، وينتهى الأمر، ليتفرغ هو بعدها لمسائل أخرى، وهى كثيرة، وبلا حصر؟!
وإذا كان الرئيس قد فاجأ الناس، قبل أن يفاجئ الوزراء، بأداء اليمين الدستورية لهم، فى الساعة السابعة صباحاً، فنسف بذلك ما كنا قد اعتدنا عليه طوال سنوات عدة مضت، واعتاد عليه الوزراء، فقد كنت أتمنى لو أنه نسف أيضاً حكاية الحفلات المتكررة التى سوف يكون عليه أن يحضرها، واحدة وراء أخرى، مع أنها كلها، كما رأينا ونرى صورة واحدة، ومع أن جمعها كلها أيضاً، فى حفل واحد، سوف يوفر علينا، وعلى الرئيس الكثير، من الوقت، والجهد، والإنفاق!
إننا دائماً نتوقع أن يكون كل شىء بعد 25 يناير، و30 يونيو مختلفاً كل الاختلاف عما كان قبلهما، وأن يكون الاختلاف فى المضمون قبل أن يكون فى الشكل وحده، وأن يكون الرئيس هو المبادر بالتغيير، وبإقناع الناس به، وبجدواه فى حياتنا كتغيير، قبل أن يطالب الناس به، أو حتى يفكروا فيه، وهو بالضبط ما حدث فى مشهد أداء اليمين، الذى كان شيئاً نادراً من نوعه، وكان ولايزال محل دهشة لدى كثيرين.
أتمنى لو يهمس أحد، فى أذن الرئيس، بأن وقته أغلى بكثير من أن نبدده فى حفلات هى صورة من بعضها بالكربون، وأن حفلاً واحداً، بالتالى، يكفى ويؤدى الغرض تماماً، وأن ما هو مطلوب من الرئيس لينجزه فى ظروفنا، يكاد يجعله يتمنى، لو كان اليوم 48 ساعة، لا أربعاً وعشرين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغلى ما عند الرئيس أغلى ما عند الرئيس



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon