توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إثيوبيا تبدِّد الوقت والماء!

  مصر اليوم -

إثيوبيا تبدِّد الوقت والماء

سليمان جودة

لا معنى لتأجيل اجتماع وزراء الرى والمياه فى مصر والسودان وإثيوبيا من الغد إلى موعد آخر لم يتحدد بعد، إلا أن الجانب الإثيوبى لايزال يتعمّد إغراقنا فى تفاصيل لن تؤدى إلى شىء!

وإذا كان هناك أحد بين مسؤولينا على أى مستوى لايزال يتصور أن هذا الاجتماع الذى جرى تأجيله يمكن أن يثمر شيئاً، حين ينعقد فى أى موعد مقبل، فأرجوه أن يراجع نفسه وبسرعة!

لقد التقى الرئيس السيسى مع رئيس وزراء إثيوبيا فى نيويورك الأسبوع الماضى، واتفقا على اجتماع ثلاثى فى القاهرة على مستوى الوزراء، يوم 5 أكتوبر، وفجأة طلبت إثيوبيا تأجيل الموعد لأنهم هناك مشغولون بتشكيل حكومة جديدة.. وهو كلام صحيح من حيث الشكل، ولكن المضمون فيه، لمن يتأمله، يقول إن التأجيل ليس لهذا السبب بالضبط، وإنما لأسباب أخرى ليس أولها أن مثل هذا التأجيل صار أسلوب عمل لدى الإخوة فى إثيوبيا، ولا آخرها أن الأمر بالنسبة لهم أصبح وكأنه رغبة فى كسب مزيد من الوقت لا أكثر!

إننى منذ توقيع وثيقة المبادئ بين الدول الثلاث فى الخرطوم، خلال مارس الماضى، لم أكن أعول على شىء يخص تلك الوثيقة، اللهم إلا تعهد رئيس الوزراء الإثيوبى، بعد التوقيع، بألا يؤدى سد النهضة الجارى إنشاؤه حاليا إلى إلحاق أى ضرر بحصة مصر من ماء النيل.

كنت ولاأزال أراهن على هذا وحده، باعتبار أنه كلام من رجل مسؤول فى الدولة الإثيوبية، بل من أكبر مسؤول فيها سياسيا!

غير أن الأمور بين الدول لا تؤخذ بالكلام المطلق فى الإعلام ولا فى غير الإعلام، ولكنها تؤخذ بما يجرى التوقيع عليه مكتوباً.. فهذا، وهذا وحده، هو الذى يقول إن هذه الدولة تتصرف بمسؤولية، تجاه الدول الأخرى، وإن تلك تفعل العكس!

ولاأزال أتصور أننا لابد أن نرفع من أذهاننا تماماً حكاية اجتماعات الوزراء، أو الخبراء، أو حتى المكاتب الفنية، من هولندا، أو فرنسا.. فهذه كلها تفاصيل لن تنتج فى الدعوى شيئاً، كما يقول أهل القانون الفاهمون، وإنما سوف ينتج فيها حقاً أن يدعو الرئيس إلى اجتماع ثلاثى، يضمه مع الرئيس السودانى، ورئيس الوزراء الإثيوبى، ثم يخاطب الأخير قائلاً: أنت تتعهد فى كل مناسبة بأنه لا ضرر سوف يلحق بحصتنا من ماء النيل، بسبب إنشاء سد النهضة أو غيره عندكم.. حسناً.. نحن نصدقكم تماماً، ونثق فيكم لأبعد حد، ولكننا فقط نريد أن نوثّق هذا التعهد، وأن نضع توقيعاً رسمياً منكم عليه، كما تفعل كل الدول المسؤولة، ولن نكون فى حاجة بعد ذلك لاجتماعات على مستوى الوزراء ولا الخبراء، ولا المكاتب المتخصصة عالمياً!

الموضوع هكذا بالضبط.. وهو سياسة فى سياسة، ولا وجود فيه لأى شىء مما يوصف بأنه فنى، فلا تسمحوا لأحد من فضلكم بأن يبدِّد وقتنا، ويبدِّد معه ماءنا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إثيوبيا تبدِّد الوقت والماء إثيوبيا تبدِّد الوقت والماء



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon