توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إذا أرادها الرئيس سياحة

  مصر اليوم -

إذا أرادها الرئيس سياحة

سليمان جودة


حتى الآن، تبدو السياحة، كصناعة، بعيدة عن أن يكون لها موقع متقدم فى أولويات العمل لدى الرئيس، ثم تبدو وكأن كل ما يهم الدولة منها أن يضع كبار رجال هذه الصناعة ما يجب أن يضعه كل واحد فيهم فى صندوق «تحيا مصر»، مع أنها - كصناعة مرة أخرى - يمكن أن تكون كنزاً حقيقياً لنا، ويمكن ببعض الاهتمام بها من جانب الرئيس أن تجمع فى عام ما سوف يجمعه هذا الصندوق فى سنينه كلها!

ويأسف المرء طبعاً، حين يجعل الرئيس قاسماً مشتركاً أعظم هكذا، فى أغلب ما نطالب به مسؤولينا.. ولكن.. ما حيلتنا إذا كان هذا هو واقع الحال، وما حيلتنا إذا كانت أى قضية لا تتحرك فعلياً إلا إذا مد رئيس الدولة يده إليها.. ما حيلتنا؟!

وعندما تكون هذه هى إمكانات البلد فى السياحة، وتكون هذه هى شواطئه، وهذه هى شمسه، وهذه هى آثاره، وهذا هو طقسه بامتداد أغلب شهور العام، ثم يكون هذا هو عائدنا المتواضع للغاية من وراء هذه الصناعة، فليس لهذا من معنى، سوى أن خللاً من النوع الفادح قائم فى أرضنا، وسوى أننا عاجزون، حتى هذه اللحظة، عن تسويق ما لدينا فى أعين الآخرين فى العالم كله!

مثلاً.. هل يعلم رئيس الدولة أن تركيا التى تطاول رئيسها الأرعن علينا مراراً، ولايزال، إنما يذهب إليها فى كل عام 35 مليون سائح، مع أن فترة النشاط السياحى عندها ستة أشهر من العام كله، وأننا، فى المقابل، يزورنا عشرة ملايين بالكثير، سنوياً، مع أن إمكانات السياحة لدينا متاحة 12 شهراً فى العام، لا ستة أشهر، ولا تسعة؟!

إحصائية من هذا النوع لابد لرئيس الدولة ألا ينام الليل حين يجدها أمامه، ولابد بعقليته التى تعرف الإنجاز فى العمل، ولا تعرف غيره، أن يفكر فى الأمر بطريقة مختلفة، وأن يكون عائد العام القادم من وراء السياحة ضعف عائد العام الحالى.. كيف؟!.. أنا سوف أقول كيف!

المسألة ليست فى حاجة إلى أن يدخل رأس الدولة فى تفاصيل، فليس هذا عمله، ولا هذا هو شغله، لأنه يريد من كل مسؤول نتائج على الأرض، ولا يهمه كرئيس، ولا يجب أن يهمه، كيف ستتحقق هذه النتائج، ولذلك فما أطلبه منه أن يطلب هو من وزير السياحة أن يجمع كبار رجال الصناعة، ثم يجلس معهم الرئيس ساعة، وربما أقل، بحضور الوزير.

ماذا سوف يقول فى هذه الساعة؟!.. سوف يقول لهم إنه يريد العام المقبل، الذى يبدأ فى اليوم التالى لاجتماعه بهم، أن يكون عائد سياحتنا مضروباً فى اثنين، وليس أقل، فإذا سأله أحدهم كيف؟! كان عليه أن يجيب بأنه لا يعرف كيف، ولكن كل ما يعرفه أنه يريد العائد مضروباً فى اثنين لا أقل، وأن كل ما يستطيع أن يقوم به كرئيس أن يطلب من رئيس وزرائه أن يوفر لهم، كرجال صناعة سياحية، ما سوف يحتاجونه خلال هذا العام، وأن يذلل لهم أى عقبات فى الطريق.

خطوة كهذه، من جانب رأس الدولة، تضمن أن يتضاعف العائد فعلاً لا قولاً، لأنه سوف يضع رجال السياحة واحداً واحداً، أمام مسؤوليتهم، وسوف يكونون مسؤولين أمامه، وأمام الوزير هشام زعزوع، وسوف لا يكون أمام رئيس الحكومة إلا أن يوفر لهم ما يريدون ويحتاجون، وسوف لا يكون أمامهم، والحال هكذا، بديل آخر.

جربها يا سيادة الرئيس.. وسوف ترى أن خطوة كهذه، من جانبك، أجدى بكثير من أن يتربعوا جميعاً، أو بعضهم، للصندوق، مهما كان حجم التبرع.. جربها وسوف ترى ونرى معك.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا أرادها الرئيس سياحة إذا أرادها الرئيس سياحة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon