سليمان جودة
صباح الاثنين الماضى، نفذت السلطات المختصة فى الإمارات حكم الإعدام على المواطنة الإماراتية آلاء بدر الهاشمى.
وكانت آلاء متهمة بارتكاب عدة جرائم إرهابية، ولكن أهم جرائمها جريمتان، إحداهما قتل مدرسة أمريكية، أثناء وجودها فى دورة مياه، داخل أحد المولات، بجزيرة ريم، بالعاصمة أبوظبى، والثانية هى الشروع فى قتل المقيمين فى شقة فى عمارة تطل على كورنيش العاصمة أيضاً.
وفى الحالة الثانية، كانت آلاء قد وضعت قنبلة أمام الشقة، ثم أشعلت فتيل تفجيرها، لولا أن العملية فشلت، ولولا أن البوليس هناك قد ضبطها، خلال ساعات من ارتكاب جريمة قتل المدرسة الأمريكية.
وقد كانت الجريمتان حديث الناس داخل الإمارات وخارجها، وقت ارتكابهما فى ديسمبر الماضى، ثم دار حديث الناس أكثر حول السرعة التى استطاع بها رجال الأمن ضبط آلاء، رغم أنها قتلت الأمريكية، مرتدية نقاباً، أخفى كل معالمها تقريباً!
والجريمتان، كما ترى، لهما طابع إرهابى، كما أن المعلومات التى أدلت بها المتهمة، وقت التحقيق معها، قالت إنها كانت تخطط لارتكاب جرائم أخرى، لها الطابع الإرهابى نفسه.
وأرجو أن يكون قد لفت نظرك أن فترة محاكمتها لم تستغرق أكثر من ستة أشهر، منذ لحظة ضبطها إلى لحظة إعدامها فعلاً، وهذا بالضبط ما كان مصريون كثيرون يقصدونه، عندما طالبوا بسرعة تطبيق القانون على أهل الإرهاب فى البلد.. فلم يكن أحد مِمَّن طرحوا هذا الطلب يريد أن يعتدى على حق مواطن فى الحياة، ولا حق متهم فى أن يدافع عن نفسه، أو أن تنتدب المحكمة محامياً يدافع عنه، ولكن الجميع كانوا، ولايزالون، يريدون عدالة ناجزة، من نوع ما جرى تطبيقه على «آلاء» بحسم، ودون أى كلام جانبى فى الموضوع.
ولذلك، لم أكن أحب أن يتحدث الرئيس فى موضوع تنفيذ الأحكام، سواء كانت أحكاماً بشكل عام، بالحبس أو السجن، أو كانت بالإعدام، على نحو ما فعل أثناء زيارته لألمانيا، فى 3 من يونيو الماضى، أو يوم تشييع جنازة المستشار هشام بركات، يوم 30 من يونيو أيضاً.
لم أكن أحب أن يتطرق الرئيس لهذا الموضوع أبداً، حتى ولو كان ذلك منه، قد جرى فى ألمانيا، استجابة لسؤال صحفى، أو فى القاهرة، يوم تشييع جنازة بركات، تحت ضغط الانفعال بحجم الحادث الذى قضى على حياة الرجل.
كان يكفى للرئيس، فى الحالتين، ويكفيه فى سائر الحالات أن يقول إن القانون يأخذ مجراه، فى كل الأوقات، وإنه كرئيس لا يملك، مهما كانت درجة تأثره بالأمر، أن يخوض فى مسألة تخص القضاء.. والقضاء وحده.
إننا لم نسمع عن آلاء إلا يوم ارتكابها الجريمة، ثم يوم ضبطها، ثم يوم إعدامها، وما بين الأيام الثلاثة كان القضاء يقوم بواجبه بعيداً عن كل عين متلصصة، ودون أن يخضع لتأثير أحد.. أى أحد.. فى الإعلام، أو فى غير الإعلام!
أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت!