توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إلى دمشق.. بعد صنعاء!

  مصر اليوم -

إلى دمشق بعد صنعاء

سليمان جودة

لم يكن هناك ما هو أسوأ من التمدد الحوثى العسكرى فى اليمن، إلا التمدد الإيرانى السياسى فى المنطقة كلها، وقد كان الحوثيون المدعومون إيرانياً، كلما كسبوا أرضاً جديدة فى مكانهم رفعت طهران من سقف طموحها فى أرض العرب!

مثلاً.. خرج علينا قبل أيام، على يونسى، مستشار الرئيس الإيرانى، فقال إن بلاده قد صارت إمبراطورية، وإن عاصمة هذه الإمبراطورية هى بغداد!

وعلى طريقة أى سياسى يشعر بأن تصريحاته أحدثت صدمة لدى الرأى العام، فإن «يونسى» حاول بعدها أن يتملص من تصريحه، وأن يقول ما معناه أنه لم يقصد هذا المعنى بالضبط، إلا أن المعنى الذى كان لابد أن يصلنا فى كل الأحوال أن ما قال به الرجل، ولو على سبيل زلة اللسان، إنما هو الشىء الكامن فى ضميره، وفى ضمير كل مسؤول إيرانى!

صحيح أن وزير الخارجية العراقى قد استغرب كلام المستشار الإيرانى، إلا أن الاستغراب وحده لم يكن يكفى فى مواجهة كلام خطير من هذا النوع!

ولم يكن «يونسى» فريداً فى كلامه، ولا فى تصريحاته، لأن على جنتى، وزير الثقافة الإيرانى، خرج بعدها بساعات ليقول ما هو أسوأ، حيث صرح بأن أمن لبنان من أمن إيران!

أما الشىء المحزن حقاً، فهو أن الرد الواجب على تصريحات «يونسى» لم نسمعه على لسان أى مسؤول سياسى عراقى، وإنما جاء على لسان مرجع شيعى كبير فى العراق، هو على السيستانى.

فالسيستانى قال إن العراق لن يقبل أبداً بتزييف تاريخه، ولا بتبديل تراثه، وإن مساعدة إيران للعراق، فى الوقت الحالى، ضد إرهاب تنظيم داعش، أو غير داعش، لا تعنى مطلقاً أن تتنازل بغداد عن هويتها، أو تفرِّط فى استقلالها!

هذا كلام كان المرء يتمنى لو صدر على لسان فؤاد معصوم، رئيس العراق، أو على لسان حيدر العبادى، رئيس الوزراء، لأنهما هما وحدهما، بحكم موقعيهما، هما المعنيَّان بالرد على كل حرف يمكن أن ينال من استقلال العراق، كبلد، غير أنهما، بكل أسف، لم ينطقا بأى كلام، وتكفل عنهما المرجع السيستانى بما يجب أن يقال حقاً!

نغمة كتلك التى جاءت على لسان المستشار الإيرانى، أو وزير الثقافة، عندما تسود، وعندما تأتى فى توقيتها، لتمثل غطاء لما كان الحوثيون يمارسونه فى بلد عربى، فلابد عندئذ ألا ينام العرب، وأن يظل ذلك يؤرقهم فى كل ساعة.

ولهذا كله، فإن عملية قطع إصبع إيران، التى تقوم بها عشر دول عربية حالياً، ضد الغباء الحوثى فى اليمن، لابد أن تكون بداية عسكرية، لها ما بعدها سياسياً، لأنه إذا كانت هذه العملية سوف تقضى على نفوذ طهران فى أرض اليمن، أو تضعه فى حدوده على الأقل، فماذا بعد ذلك عن نفوذها فى بغداد، وفى دمشق، وفى بيروت؟!

نفوذها فى هذه العواصم الثلاث يحتاج إلى عمل سياسى ممتد، وقائم على رؤية واضحة، يدرك صاحبها ماذا عليه أن يفعل، وإلى أين بالضبط عليه أن يصل!

وإذا كان لنا أن نبنى هنا، على أرضية محددة، فلتكن هذه الأرضية هى عبارات السيستانى أولاً، ثم تصريحات بشار الأسد، أمس الأول، ثانياً، عن أنه يأمل أن يرى، فى الأمد الزمنى المنظور، تقارباً مع القاهرة.

وإذا كانت الضربة الأولى قد تلقتها طهران، فى صنعاء، عسكرياً، فلتكن الثانية سياسية بامتياز، لا عسكرية، ولتكن فى دمشق التى عاشت وسوف تبقى عربية.. إن الأسد يفتح طريقاً لنا، ولا بديل عن أن نمشى فيه إلى نهايته!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى دمشق بعد صنعاء إلى دمشق بعد صنعاء



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon