توقيت القاهرة المحلي 05:52:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اختراع برلمان!

  مصر اليوم -

اختراع برلمان

سليمان جودة

لا يكاد يمر يوم هذه الأيام إلا وتطالع وتسمع فيه سؤالاً مطروحاً فى صحيفة هنا أو على شاشة هناك، عن الأجندة العملية التى سوف يكون على مجلس النواب الجديد أن ينهض بها حين ينعقد!

وما يكاد الذى يواجه مثل هذا السؤال يتلقاه، حتى يظل يجتهد فى الإجابة، باحثاً عن كلام جديد يمكن أن يقوله، فلا يجد، وينسى أن طارح السؤال يستخف فى الحقيقة بعقل كل مصرى!

ولو أنصف أى إنسان يتلقى سؤالاً كهذا، لأجاب بأن إلقاءه ليس له معنى سوى أننا قد ذهبنا إلى تشكيل مجلس نواب جديد، دون أن نكون على معرفة كافية بما يجب على البرلمان.. أى برلمان.. أن يقوم به بين مواطنيه وناخبيه!

إن إلقاء مثل هذا السؤال فى حد ذاته، يعنى فيما يعنى، أننا نبحث لبرلماننا الجديد عن وظيفة نخترعها غير تلك التى عرفها العالم كله للبرلمانات كلها!

إن العالم المتطور كله يعرف أن البرلمان له وظيفتان لا ثالث لهما: الرقابة على أعمال السلطة والحكومة.. ثم تشريع القوانين العصرية للناس!.. وماعدا ذلك مما نسمعه هذه الأيام إنما هو تهريج فى تهريج!

إننا، لسبب ما، نسينا هذا كله فجأة، وبدأنا منذ بدأت الانتخابات، نبحث عما سوف يكون على البرلمان أن يقدمه للذين انتخبوه، وجاءوا بنوابه إلى مقاعده، وكأننا لأول مرة فى تاريخنا ننتخب برلماناً.

ويبدو أننا نسينا أيضاً أننا نعيش بلا برلمان منذ عام 2012، أى أننا على امتداد ثلاث سنوات كاملة نمارس حياتنا العامة بلا رقابة من أى نوع، خصوصاً الرقابة على إنفاق المال العام فى البلد.. اللهم إلا رقابة الأجهزة المعنية بهذا الشأن فى الدولة، وهى رقابة لابد أنها تختلف عن رقابة يمارسها برلمان جاء به ناخبون عندهم طموحات، وفى نفوسهم آمال وتطلعات لحياة أقل تعاسة، وأخف بؤساً مما هو حاصل وقائم!

ولابد أننا يوم تتكشف أمامنا تفاصيل أكثر، عن إنفاق المال العام، فى الفترة من 2012 إلى 2015، سوف نرى أهوالاً لا تخطر على بال!

ولستُ أرى معنى للبحث عن أجندة عمل للبرلمان الجديد، أو حتى البحث عن أولويات عمل فيه، سوى أننا نريد مسبقاً أن نشوِّش على وظيفتيه الأساسيتين: الرقابة على أعمال السلطة والحكومة، ثم تشريع قوانين يشعر من مضمونها المصرى أنه فى العام الخامس عشر من القرن الحادى والعشرين.. وليس فى قرون مظلمة مضت.

على الذين يريدون أن يخترعوا وظيفة للبرلمان لم نعرفها، ولم نسمع بها، أن يلعبوا غيرها، لأن ذلك لن يكون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اختراع برلمان اختراع برلمان



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon