توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البلد يديره مبتدئون!

  مصر اليوم -

البلد يديره مبتدئون

سليمان جودة

كنت خارج البلاد وقت أن أصدر المهندس شريف إسماعيل قراراً بتجميد قرار درجات السلوك والحضور فى المدارس، الصادر عن الدكتور الهلالى الشربينى، وزير التربية والتعليم، فكان التعليق التلقائى، الذى صدر عن صديق كان معى هناك، حين سمع بقرار رئيس الحكومة لأول وهلة، هو أنك أمام لا دولة!

أنت أمام لا دولة، لأن وزير التعليم، عندما أصدر قراره، لم يكن يريد العكننة على تلاميذ المدارس، بقدر ما كان يريد أن يكون فى مدارسنا الحد الأدنى من الانضباط، والحد الأدنى من الحضور، والحد الأدنى من السلوك المعتدل، ثم الحد الأدنى من الاحترام.. فإذا برئيس الحكومة يهدم هذا كله، فى لحظة، وإذا به، من خلال قرار التجميد، يدعو التلاميذ إلى عدم الحضور، وعدم الانضباط، وعدم الاحترام!

كان قرار الوزير الهلالى يواجه مقاومة طبعاً، وكان المحزن أن يخرج طلاب فى مسيرات ضد القرار، وكان الواحد منا مستعداً لأن يتفهم اعتراض بعض الطلاب على القرار، فالطالب بطبيعته ضد القيود بوجه عام.. أما أن يخرج أولياء أمور مع الطلاب فى المسيرات، فقد كان هذا هو الجديد حقاً، وكان هذا هو الذى يدعو للحزن حقاً!

ويبدو أنى كنت متفائلاً بأكثر من اللازم، عندما دعوت رئيس الحكومة، قبل صدور قراره، إلى أن يخرج عنه بيان من سطرين، يعلن فيهما دعمه للوزير، ويعلن أن قرار تحقيق السلوك والانضباط فى المدارس ليس قرار الوزير وحده، ولكنه قرار دولة.. كنت أتصور هذا، وأتوقعه، وأطالب به، فإذا برئيس الحكومة يخذلنا تماماً، وإذا به مؤيد للفوضى، والانفلات، وسوء الأدب فى المدارس.

ولا يملك المرء منا إلا أن يشد على يد الوزير، الذى لم ييأس، وأعلن بعدها أن كل طالب لا يستوفى نسبة الحضور على مدى العام، وهى 85٪، لن يدخل الامتحان.. إننى أشد على يده، رغم أنى أحس، بينى وبين نفسى، أن قرار رئيس الحكومة قد أصابه بخيبة أمل من النوع الثقيل، وأصاب كل واحد عنده أمل فى إصلاح التعليم فى بلدنا بخيبة أمل أكبر.

إننى أبصم بالعشرة على أن التعليم ليس مجرد حضور وسلوك بالطبع، وأن التعليم هو مدرس، ومع المدرس منهج يدرسه الطالب، ثم مدرسة تتم فيها العملية التعليمية كلها.. غير أنى، فى الوقت نفسه، لا أتصور مدرسة بلا حضور للطلاب فيها، ولا أتخيل طالباً بلا انضباط فى مدرسته.. لا أتصور، ولا أتخيل أبداً!

وعندما قرر الدكتور ممدوح غراب، رئيس جامعة قناة السويس، الأسبوع الماضى، طرد 8 طلاب من مؤتمر كانت الجامعة تعقده، لأنهم لم يقفوا أثناء أداء السلام الجمهورى، والنشيد الوطنى، قلت فى نفسى إن مثل هؤلاء الطلاب الثمانية بالضبط هم الذين كان الوزير يريد أن يعلمهم الأدب، فجاء رئيس الحكومة، من وراء الوزرير، ليشجعهم على سوء الأدب، ولكننا، فى كل الأحوال لا يجوز أن نيأس عندما يترسخ لدينا الشعور، يوماً بعد يوم، بأن الذين يديرون البلد مجموعة من الهواة المبتدئين، فسوف يأتى له، ذات يوم، رجال محترفون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البلد يديره مبتدئون البلد يديره مبتدئون



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon