توقيت القاهرة المحلي 07:47:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرافعي الذي لا أعرفه

  مصر اليوم -

الرافعي الذي لا أعرفه

سليمان جودة

لا أعرف الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم، ولكن ما أعرفه عنه أنه رجل تعليم فى الأساس، وأنه جاء لإصلاح الحال المائل فى تعليمنا، وأنه جاد فى ذلك، وأنه يجب أن يحصل على وقت لتحقيق مهمته، وأن الدولة لابد أن تكون بجانبه، بكل ما تملك، وأن تعليق قصة الطالبة مريم، صاحبة الصفر الشهير، فى رقبته، ظلم وخطأ معاً!

وإذا كان المثل يقول إن علينا أن نعطى العيش لخبازه، فتقديرى أن الدكتور الرافعى هو خباز التعليم، ولكنه لن يأكل نصفه طبعاً، كما تقول بقية المثل الشعبى، وليس على الدولة إلا أن تدرك أن التعليم يظل قضية دولة، قبل أن يكون قضية وزير، أو وزارة داخل حكومة، وأن الوزير الرافعى - مثلاً - عندما يأتى، فإنه يأتى لينفذ رؤية تكون الدولة قد وضعتها لتعليمها مسبقاً، وتكون قد جاءت بوزيرها، ليطبق الرؤية، على أفضل ما يكون، بحيث تكون بصمته الشخصية فى براعة التنفيذ، ومهارة التطبيق، لا فى وضع رؤية من عدم.

إننى أذكر أنه عندما جاء إلى منصبه قد طلب أن نعطيه عاماً، ثم نحاسبه، ولأن العام لم يمر، فإننا لا نستطيع أن نحاسبه الآن، وليس ممكناً أن نحاسبه على أساس حكاية الطالبة مريم وحدها، لسببين، أولهما أن الحكاية موضع تحقيق حالياً، بعد أن عادت من جديد إلى الطب الشرعى، وثانيهما أن هذه الحكاية، فيما يبدو، وراءها تفاصيل لا علاقة للوزير بها، ولابد أن التحقيق، فى دورته الثانية، سوف يكشف عنها.

كل ما أريد أن أقوله إن التعليم لا يجوز أن يكون حقل تجارب لوزرائه، ولا يجوز أن نغير شخص الوزير، كلما أحسسنا بمشكلة فى المدارس أو فى الجامعات، وإنما علينا أن نغير الطريقة التى نعمل بها تعليمياً، وأن نغير الأسلوب الذى نعتمده فى قضية التعليم عموماً، وأن يتم ذلك كله سريعاً، وأن يشعر وزير التعليم، وهو يعمل، بأن الدولة وراءه بكل إمكاناتها، وأن التعليم عندها يمثل أولوية حقيقية، وأنها ذاهبة فيه إلى هدف تحدد سلفاً، وأنها لا تساوم ولا تفاصل فى أى شىء يتصل بالتعليم كقضية، وبجودته كهدف أخير لا يمكن التنازل عنه، مهما كان.

التعليم، كقضية، أكبر جداً من أن يكون قضية وزير، وإذا تصورنا أن مجرد ذهاب الرافعى، ومجىء غيره، سوف يغير الحال فيه، فنحن مخطئون بالثلاثة، وليس أدل على ذلك إلا أن وزراء كثيرين قد تبدلوا على كرسى الوزير، منذ أن جلس عليه طه حسين، ذات يوم، دون أن يتبدل شىء فى حاله، أو فى مستواه، أو فى درجة الجودة المتاحة للطالب فيه!

أعطوا الرافعى الفرصة التى طلبها، ثم قفوا وراءه بكل ما هو ممكن، وعندها سوف يتغير الحال.. أما كيف تقف الدولة وراءه، بكل إمكاناتها، دون استثناء، فهو موضوع آخر، سوف أعود إليه بإذن الله، لعل الله تعالى ينفخ فى صورة تعليمنا، لأننا بدون ذلك لا شىء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرافعي الذي لا أعرفه الرافعي الذي لا أعرفه



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon