توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السفير المرفوض!

  مصر اليوم -

السفير المرفوض

سليمان جودة

عندما ترسل أي دولة سفيراً لها، في دولة أخرى، فإنها لا تُصدر قراراً بتعيينه، وإنما ترشحه فقط، ليكون من حق الدولة التي سيذهب إليها السفير أن تقبله، أو أن ترفضه، وتطلب في الوقت نفسه ترشيح اسم آخر في مكانه!


وفى العادة، يتم مثل هذا الإجراء فيما بين الدول بعضها وبعض، ولا يجرى الإعلان عنه إلا نادراً، إلا إذا تسربت أخبار رفض سفير ما، إلى الإعلام، فلا يصبح أمام الدولة الرافضة إلا أن تعترف وتوضح وتشرح للرأى العام!

وقد حدث أن رفضت دول كثيرة، سفراء تم ترشيحهم للذهاب إليها، ولكن ما حدث مؤخراً من جانب البرازيل، ليس فقط أقرب الأمثلة في هذا الاتجاه، وإنما هو أقواها!

ما حدث أن إسرائيل رشحت سفيراً لها في البرازيل، التي لما راحت تفتش في سيرته، وفى مسيرة عمله، اكتشفت أن قبوله يمكن أن يؤدى إلى مشاكل لها على المستوى الجماهيرى، داخلياً، فرفضته، وطلبت اسماً آخر بدلاً منه!

السفير اسمه دانى ديان، وسبب الرفض أنه واحد من قادة الاستيطان، ومن الداعين إليه، وإلى التوسع فيه، على حساب أصحاب أرض موجودين، هم أبناء فلسطين في الضفة الغربية!

وحين ترفض دولة بحجم البرازيل سفيراً إسرائيلياً مرشحاً لديها، لأنه واحد من قادة الاستيطان في أرض فلسطين، فهى «رسالة» قوية للغاية، ضد الاستيطان أولاً، كسياسة لا تريد تل أبيب أن تتوقف عنها، ثم إنها كخطوة تمثل إحراجاً دولياً لإسرائيل، لم تكن تتوقعه، ولا كان رئيس وزرائها نتنياهو يتخيل أنه يمكن أن يجد نفسه في مواجهته علناً هكذا!.

إن رفض دانى ديان، ربما سوف يظل أكبر موقف دولى ضد الاستيطان الذي يلتهم الأرض الفلسطينية، يوماً بعد يوم، دون أن تفهم الحكومة الإسرائيلية الحالية، أن ممارسته، دون الالتفات إلى احتجاجات فلسطينية، وغير فلسطينية عليه، يومياً، لن تنفى أن الأرض في النهاية أرض لأصحابها أبناء فلسطين، دون غيرهم، وأن الاستيلاء عليها استيطاناً، لن يغير من هذه الحقيقة أي شىء!

وإذا كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، منعقدة هذه الأيام، انعقادها السنوى العادى، فالأمل أن يتمكن الرئيس عباس إذا كان سيحضر، ومعه الرؤساء والقادة العرب الحاضرون، من البناء على هذه الخطوة البرازيلية المهمة، وتوظيفها جيداً في محفل عالمى لا يتكرر إلا مرة في كل عام.

لا يليق بنا أن تكون البرازيل أكثر انشغالاً بقضية فلسطين منا، وإذا كانت هي قد قطعت هذه الخطوة، فليس أقل من أن نستغل انعقاد الجمعية العامة في نيويورك، فنعرف كيف نحولها كخطوة في أروقة الأمم المتحدة، من قرار مجرد رفض ترشيح سفير، إلى موقف دولى ضد سياسة الاستيطان كلها!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفير المرفوض السفير المرفوض



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon