توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«النور» الذي نريد أن نصدقه!

  مصر اليوم -

«النور» الذي نريد أن نصدقه

سليمان جودة

اللجنة العليا للانتخابات هى وحدها التى تملك قرار مد التصويت فى انتخابات الرئاسة، ليوم ثالث وأخير، بحيث يكون اليوم، الأربعاء، يوم تصويت، كما كان يوم أمس، وأمس الأول.
ولابد أن اللجنة عندها تقديراتها فى هذا الاتجاه، غير أنى أتمنى أن يحدث هذا، حتى تتاح الفرصة كاملة لمن لم تسعفه ظروفه فى أن يصوت خلال اليومين السابقين.. وأظن أنه سوف يكون من الملائم جداً أن يمتد التصويت يوماً ثالثاً، لأن ظروفاً كثيرة، من بينها قسوة الطقس نهاراً، منعت أعداداً لا بأس بها من الذهاب، ولابد أيضاً أن من حق هذه الأعداد أن نعطيها فرصة مضافة، للإدلاء بأصواتها، خصوصاً إذا كانت فرصة كهذه فى أيدينا، وممكنة.
فإذا امتد التصويت يوماً ثالثاً، فإن ما أرجوه حقاً هو أن أرى إخواننا السلفيين بوضوح فى الطابور أمام اللجان، لأنهم من خلال قياداتهم كانوا قد وعدونا صراحة بأنهم مشاركون فى الانتخابات بشكل عام، وداعمون لمرشح بعينه، بشكل خاص.
وأعتقد أنه لا يليق بمن يتحدث معنا، طول الوقت، بما قاله الله تعالى، وبما قال به الرسول عليه الصلاة والسلام، أن يعطينا وعداً صريحاً ثم يخلفه هكذا.. فليس هذا من الإسلام، ولا من قيم ديننا ومقاصده العليا فى شىء!
فإذا لم يمتد التصويت ليوم ثالث، وهذا ما لا أحبه، فأتصور أن من حقنا أن نتساءل عن حجم الحضور السلفى، فى تصويت الأمس، وأمس الأول، وأن نتعرف على حدود هذا الحجم بكل أمانة.
لقد رصدت فى هذا المكان، من قبل، فجوة عميقة بين القول وبين الفعل لدى الإخوة السلفيين، وقلت إن هذا حدث، بكل أسف، مرتين: مرة يوم إعلان خريطة الطريق، فى 3 يوليو الماضى، عندما كان الأمين العام لحزب «النور» السلفى، جلال مرة، موجوداً ضمن الذين صاغوها، أى أنه كان يباركها، ويعلن رضاه عنها، بينما قواعده على الأرض كانت تتصرف على نحو مختلف تماماً، بل مناقض!!.. حدث هذا، مع أنه حزب، ومع أننا نعرف أن أى حزب يعرف بطبيعته ما يسمى بالالتزام الحزبى، كمبدأ مستقر، فى داخله، بمعنى أن قيادة الحزب، أى حزب، إذا أعلنت موقفاً سياسياً محدداً، فإن على أعضاء الحزب جميعاً أن يلتزموا به، حتى لو كانوا غير مقتنعين بمضمونه.. فأين، إذن، مبدأ الالتزام الحزبى داخل «النور»؟! وإذا كان هذا المبدأ قد تعرض لاختبار، فى أثناء وضع خريطة الطريق، ثم سقط فيه، فإن لنا أن نطلق على «النور»، والحال كذلك، أى مسمى، إلا أن يكون هذا المسمى هو مسمى الحزب بالمعنى المفهوم!
وما هو أغرب، وأدعى للحزن، أن المبدأ ذاته قد تعرض للاختبار نفسه، فى أثناء الاستفتاء على الدستور، فى يناير الماضى، فسقط بذات الطريقة!
ولا أريد أن أعمم ما جرى فى مرتين سابقتين على تجربة الانتخابات على الرئاسة، حتى ينتهى اليوم الثانى من التصويت فيها، الذى أكتب هذه السطور فى أوله، أو حتى انتهاء اليوم الثالث، إذا ما كان يوم تصويت، بقرار من اللجنة العليا، ووقتها فقط، سوف يكون من حقنا أن نحكم ونقول بأن «النور» قد صدق فى وعده هذه المرة، وكان مختلفاً تماماً فى أدائه السياسى، على الأرض، عما كان فى المرتين السابقتين، أو أن نقول بأن «التالتة تابتة»، كما نردد فى أمثالنا العامية، بكل ما يترتب على ذلك من عدم ثقة فيه، مستقبلاً، ولا فى قواعده، على أى مستوى!
  نقلا عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النور» الذي نريد أن نصدقه «النور» الذي نريد أن نصدقه



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon