سليمان جودة
زرتُ الصندوق الكويتى للتنمية، فى مقره بالعاصمة الكويت، وكان لى لقاء مع الأستاذ عبدالوهاب البدر، مدير الصندوق، الذى سيلتقى الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، بعد غد، لتقديم عدد من المساعدات الجديدة لنا، فى أكثر من مجال.
لفت انتباهى أن مطبوعة صغيرة من مطبوعات الصندوق تحمل العنوان التالى: مصر.. حكاية حبنا!
فى البداية، تصورت أنها مطبوعة صادرة عن مؤسسة مصرية، ولكن أن تصدر عن مؤسسة كويتية عن صندوق يساعد الدول العربية والأفريقية معاً، فهذا هو الجديد، ولابد أن لهذا معنى خاصاً لدى الصندوق، ولابد أيضاً، أن مصر تحظى بمكانة خاصة لدى الصندوق، ثم لدى دولة الكويت بوجه عام.. وإلا.. ما كانت مطبوعة بهذا العنوان، فليست هناك مطبوعة أخرى تحمل العنوان ذاته، عن أى دولة من 22 دولة عربية، و53 دولة أفريقية يمتد إليها دعم هذا الصندوق، منذ نشأ!
تصفحتُ المطبوعة التى تحمل على غلافها صورة لفلاح مصرى مع زوجته وطفلين، فعرفت أن الصندوق له مع مصر تاريخ، منذ بدأ دعمها عام 1964، فشارك فى تمويل تطوير المجرى الملاحى لقناة السويس، وأنشأ عشرات المشروعات، كان من بينها، مثلاً، إعادة بناء عدد من المدارس التى تأثرت بالزلزال عام 1993.
سألت الأستاذ البدر عما إذا كانت مشروعات التعليم والصحة تمثل أولوية فى برنامج عمل الصندوق، ففهمت منه أن هذا حاصل فعلاً، وأن الأمر إذا تعلق بمدارس أو بمستشفيات، فإن تسهيلات عديدة يجرى تقديمها، لأن العمل فى هذين الاتجاهين هو أساس أى تنمية حقيقية فى أى بلد.. إنه كذلك فعلاً!
وربما تكون هذه فرصة، لأن ألفت انتباه الدكتور الهلالى الشربينى إلى أن معاناة مدارسنا، خصوصاً فى الجيزة، من ارتفاع معدل الكثافة فى الفصول، ربما تجد حلاً عند الصندوق، إذا ما جرى الاتفاق معه، بسرعة لإنشاء عدة مدارس فى أنحاء المحافظات.
إن معدل الكثافة فى بعض مدارس الجيزة يصل إلى 120 تلميذاً فى الفصل الواحد، وهو وضع لا يمكن أن يساعد على أى تحصيل من جانب الطالب، كما أنه وضع لا يجوز السكوت عليه، وإذا كانت للصندوق الكويتى سابقة معنا، أيام الزلزال، فلتكن لها بقية هذه الأيام، لعل تلاميذ الجيزة يجدون مكاناً آدمياً يتلقون فيه خدمة التعليم.
ومما أعجبنى فى كلام البدر، أنه قال إن المساعدات العربية التى تذهب للقاهرة، من الصندوق، أو من غيره، تريد أن تجعل العاصمة المصرية قوية اقتصادياً، كما كانت دائماً، لأن وقتاً قد جاء عليها تم فيه إضعافها، وهذا لا يجب أن يحدث، وإذا حدث فلا يجب أن يدوم وإذا انشغلت مصر بأحوالها فى الداخل فلا يجوز أن تنشغل عن دور لها فى الإقليم، لا يمكن لغيرها أن ينهض بمسؤولياته.. لا يمكن!
نقلاً عن "المصري اليوم"