توقيت القاهرة المحلي 04:46:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تذكروا «28 يناير»!

  مصر اليوم -

تذكروا «28 يناير»

سليمان جودة

أرجو أن ننتبه جميعاً إلى أن هناك طرفاً من نوع ما، يعمل هذه الأيام على «توظيف» أى اعتداء من أمين شرطة هنا على طبيب، أو أى اعتداء من ضابط هناك على أحد المحامين، من أجل النيل من جهاز الشرطة كله، وإهالة التراب عليه!

أرجو هذا بصدق، وبقوة، لأنى بمثل ما أرفض أى اعتداء من جانب أى فرد من أفراد الداخلية، على أى مواطن، أياً كان وضعه الاجتماعى، فإننى أرفض بالدرجة ذاتها تضخيم الاعتداءات التى تقع، وعدم وضعها فى إطارها وفى حدودها، باعتبارها حالات متناثرة، لا تمثل ظاهرة.

أقول هذا وفى ذهنى أننا لا يجوز أن ننسى أبداً أن الإخوان عندما أحرقوا منشآت فى البلد، يوم 28 يناير 2011، لم يحرقوا مدارس ولا مصانع، ولا مستشفيات، وإنما أحرقوا أقساماً ومراكز للشرطة فقط، وكانت هى دون غيرها هدفاً عندهم، بما يعنى أن الجهاز على بعضه كان هو الهدف، منذ أول لحظة، وأظن أنه لايزال.. وهو ما أتمنى أن ننتبه إليه، فى الداخلية نفسها، وفى خارجها بالسواء!

ثم أقول هذا وفى ذهنى أن الشرطة الأمريكية قتلت فى عام 2015 المئات من المواطنين السود، وفى عرض الشارع أحياناً، ولم نسمع، أو نقرأ، عن اتهام للشرطة هناك كلها، وإنما كانت كل حالة توضع حيث يجب أن توضع، وفى سياقها الصحيح، دون تهويل، ودون تهوين!

ثم أقول هذا، لثالث مرة، وفى رأسى مقارنة لا تخلو من معنى، بين واقعة اعتداء ضابط فى الإسكندرية على حياة طبيب، وبين واقعة الحكم على الضابط نفسه بالسجن ثمانية أعوام.. ففى حالة الاعتداء، الذى لا أقره لحظة واحدة، ملأت الواقعة الدنيا، وشغلت الناس، وفى حالة صدور الحكم لم يسمع به أحد!

هذا كله لا يمنع أن على الداخلية بوجه عام، وعلى اللواء مجدى عبدالغفار بشكل خاص، ثم على مستويات الدولة الأعلى بشكل أخص، أن تحتوى أى اعتداء يقع فى المستقبل، بسرعة وفى لحظته، وأن تعيد الحق لصاحبه، أياً كانت رتبة المعتدى فيها، لأن عدم حدوث ذلك يؤدى إلى ما نراه ونتابعه بين الأطباء وبين الداخلية، من محاولات مكشوفة، لتسييس القضية، وإخراجها من سياقها، وإعطائها حجماً أكبر من حجمها الطبيعى، لأهداف ليست خافية على أحد.. ولقد كان التحقيق الفورى فى الواقعة، منذ بدايتها، وتقديم أمناء الشرطة المتهمين للمحاكمة، إذا كان الأمر يقتضى ذلك، كفيلاً بوأد محاولة «توظيف» القصة كلها، ضد الداخلية كلها أيضاً، وتسييسها، وإعطائها طابعاً ليس فيها!

لقد استدعت النيابة، يوم الأربعاء قبل الماضى، تسعة من أمناء الشرطة المتهمين، فى واقعة مستشفى المطرية، وكان اتخاذ هذه الخطوة من البداية، ثم متابعتها من جانب الوزارة، وإعلان ما جرى مع التسعة، أولاً بأول، على الرأى العام، كافياً لإعادة حق الأطباء المعتدى عليهم، وكافياً كذلك، وهذا هو الأهم، لإبطال مفعول كل محاولات المتربصين بجهاز الشرطة بكامله!

الداخلية ليست عدواً للأطباء، ولا للمحامين، ولا للشعب كله بالطبع، ولا يجوز أن تكون، بل هى تضحى من أجل هؤلاء كلهم، فى كل صباح، وتدفع من حياة أفرادها الكثير صداً عن كيان بلد، فلماذا نسمح لوقائع فردية، بالتشويش على الأصل، وعلى المضمون؟!

على الشرطة، ثم سائر الأطراف، استحضار أجواء 28 يناير 2011، ومن الممكن جداً عندهم أن يدرك الجميع الجانب غير المرئى، فى الوقائع التى تابعناها ونتابعها، واقعة بعد واقعة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكروا «28 يناير» تذكروا «28 يناير»



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon