توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعاطفك يا سيادة الرئيس لا يكفى!

  مصر اليوم -

تعاطفك يا سيادة الرئيس لا يكفى

سليمان جودة

قال الرئيس، فى لقائه مع الإعلاميين قبل أيام، إن انقطاع الكهرباء عن الناس يؤلمه، وهو شعور لابد أنه طيب من جانب رأس السلطة فى البلد، غير أنه لا يكفى بالمرة!

لا يكفى لماذا؟!.. لأن تعاطفك وحده، يا سيادة الرئيس، موش كفاية، على رأى الإعلان إياه، كما أننى أظن أن الرئيس لا يكاد يتصور حجم المأساة التى يعيشها كل بيت بسبب هذه المشكلة!

لا يكاد هو يتصور، لأن المؤكد أن الكهرباء لا تنقطع عن الرئاسة، ولا عن بيت الرئيس، وبالتالى فهناك فرق كبير بين أن يقال للرجل، ممن حوله، وفى تقارير مكتبه، إن التيار لا يكاد يأتى حتى يذهب، وبين أن يدرك رئيس الدولة معنى انقطاع الكهرباء لست ساعات، وربما أكثر، فى كل يوم.

أعرف أن الرئيس يتمنى لو أنه تمكن من حل المشكلة فى لحظة، وأعرف أنه غير راضٍ أبداً عما يعانيه المواطنون فى بيوتهم، وأعرف - كما يعرف غيرى - أنه رجل مخلص، ووطنى حتى رأسه، وراغب فى فعل شىء حقيقى لمواطنيه، وسوف يفعل، وليس مشروع محور القناة، بحجمه وآفاق مستقبله لنا جميعاً، إلا دليلاً مؤكداً على ذلك، غير أن هذا كله كوم، بينما مشاكل المواطن فى حياته اليومية كوم آخر!

وما أرجوه صادقاً أن يلتفت الرئيس إلى أن بسطاء الناس بيننا، وهم بالملايين، يبحثون عما يجدونه فى حياتهم، فى اللحظة الراهنة، لا غداً، ولا بعد غد.. اليوم الذى هو اليوم!

ليس هذا تقليلاً بالطبع من أهمية ما يجرى العمل فيه، ليكون له عائد فى حياتنا غداً، وبعد غد، وعلى أمد غير قريب، ولكنى أتكلم عن مواطن فى عجلة من أمره، بطبيعته، إنه مواطن يريد أن يحس بأن الشارع الذى يقطعه إلى عمله، أو حول بيته، أصبح اليوم أنظف منه أمس.. وهو غير الحاصل حتى الآن، بكل أسف، ثم إن هذا المواطن ذاته يتمنى لو يشعر بأن المواصلة التى يأخذها فى أى مشوار صارت أفضل الآن، ولو بنسبة واحد فى المائة، عما كانت عليه من قبل، لا أن يكتشف - مثلاً - أن فاتورة الكهرباء زادت فى يوليو، فى مقابل خدمة أسوأ فى أغسطس!

أقول هذا كله لألفت نظر السيد الرئيس، والذين هم حوله، إلى أنه إذا كان من المهم جداً أن تخطط لمشروعات كبرى من نوعية محور القناة، فإن الأهم منه، بحكم ظروفنا، أن يتوازى معها اهتمام بما يعود على المواطن فى لحظته، وبما يشعر به اليوم، لا غداً!

الملايين منا مستعدون لعبور البحر مع الرئيس، ولكننا لسنا كلنا قادرين على أن نتحمل انقطاع الكهرباء بهذه الطريقة التى تفسد حياة الشيطان نفسه، ولسنا كلنا مستعدين لأن نتحمل سوء الخدمة العامة فى الشارع، أو فى المواصلات، أو فى المستشفيات، أو.. أو.. مما يتعرض له ملايين البسطاء بشكل مباشر فى كل صباح.

خذوا من أى بند، ثم ضعوا فى بند الكهرباء، باعتباره بنداً شديد الإلحاح، وليشعر الغالبية بأن الحياة أصبحت أفضل، ولو بمقدار بسيط، وإذا كانت الحكاية حكاية قيام عدد من أنصار الإخوان، الذين هم بلا ذمة، ولا ضمير، ولا ولاء، ولا انتماء لهذا الوطن، بتحطيم أبراج الضغط العالى، فلماذا لا يتم إعدام من يجرى ضبطه منهم، فى ميدان عام، ليرتدع غيره، وليعلم الذين يعانون من المشكلة أن المتسبب فيها قد نال عقابه، وأن الحكومة غير مقصرة فى واجبها إزاءهم؟!

ركزوا من فضلكم على ما يمس المواطن فى حياته مباشرة، واليوم، اليوم مرة أخرى، وليس غداً.. فهذا أدعى إلى أن يبقى الأمل عنده، فى منسوبه المرتفع الذى بدأ مع 30 يونيو، كما أنه أدعى إلى ألا يفقد حماسه للرئيس والحكومة، إذ المفهوم أن حماس الناس هو الأكسجين لهما معاً!
"المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعاطفك يا سيادة الرئيس لا يكفى تعاطفك يا سيادة الرئيس لا يكفى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon