توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جريمة رئيس وزراء!

  مصر اليوم -

جريمة رئيس وزراء

سليمان جودة

تتحدث فرنسا هذه الأيام عن واقعة بسيطة فى ظاهرها، ولكنها عميقة للغاية فى معناها!

الواقعة بدأت عندما طار رئيس الوزراء الفرنسى، مانويل فالس، إلى العاصمة الألمانية، برلين، يوم السبت قبل الماضى، فى زيارة عمل.

يومها، كانت برلين سوف تشهد المباراة النهائية فى بطولة أندية أوروبا لكرة القدم، بين نادى برشلونة الإسبانى، ونادى يوفنتوس الإيطالى.

ولأن زيارة «فالس» لألمانيا، وافقت اليوم نفسه الذى ستجرى فيه المباراة، التى وقفت أوروبا كلها على أقدامها فى انتظار نتيجتها، فإنه تلقى دعوة لمشاهدتها فى الاستاد، من ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم.

وحين تلقى رئيس الوزراء الفرنسى الدعوة، فإنه أبدى سعادته بها مرتين: مرة لأن لعائلته، كما قال، علاقة قديمة وخاصة بنادى برشلونة، وليس أدل على ذلك من أن والده، الذى كان رساما، كان هو الذى صمم ذات يوم شعار هذا النادى الأوروبى الشهير.. ومرة ثانية، لأنه فكر فى أن يصطحب معه ابنين من أبنائه لمشاهدة المباراة.

أنهى الرجل زيارته ثم عاد، لتقوم الدنيا عليه، وكان السبب أن الطائرة التى ذهب ثم رجع عليها، كانت طائرة خاصة جرى استئجارها بمعرفة رئاسة مجلس الوزراء، بما يعنى أن اصطحاب ولديه معه إنما هو جريمة إهدار لمال عام، ما كان له أن يرتكبها بأى حال!

أعلن رئيس الوزراء ندمه الشديد على وجود ابنيه معه على طائرة دفعت الخزانة العامة قيمة استئجارها، وقال بأن الزمان لو عاد به، فلن يفعل ذلك مرة أخرى أبداً!

ولكن ذلك لم يكن كافياً، لأن السلطات طالبته برد قيمة تذكرتين على الطائرة، بين باريس وبرلين، وتم تحديد قيمتهما بـ2500 يورو، أى ما يعادل 25 ألف جنيه مصرى تقريباً، ولم يملك هو إلا أن يرد المبلغ فوراً وكاملاً!

أحاول أن أقارن بين الواقعة ووقائع عندنا لإهدار المال العام، بلا حدود، فلا أعرف من أين أبدا، وأنا أستعرض وقائعنا، ولا أين أنتهى!

وربما تكون أقربها إلينا هى واقعة شراء محافظ الإسكندرية سيارة جديدة بنصف مليون جنيه، بمجرد تعيينه فى منصبه، والغريب أن المحافظ قد امتلك قدراً من الجرأة على حرمة المال العام، جعله يرد على الذين قالوا إن السيارة بـ800 ألف، ويؤكد أنها بنصف مليون فقط!

وإذا تطوع أحد وقال إن السيارة له وليست لابنه، ولا لزوجته، وبالتالى فليس فيها إهدار لمال عام، فسوف أرد وأقول بأن لدى المحافظ الهُمام سيارة مرسيدس موديل 2013، كان المحافظ السابق، طارق المهدى، يستخدمها، وأنها كانت تكفى وزيادة!

ثم سوف أطلب أن تقوم لجنة محترمة بجرد لعدد السيارات الموجودة فى جراج المحافظة، ووقتها فقط، سوف نرى مدى احترام قدسية كل قرش فى المال العام، فى الإسكندرية، وفى غير الإسكندرية بالضرورة!

ليس من حق أحد، إذن، أن يصاب بأى دهشة من نظافة باريس حين يزورها فى أى وقت، فى مقابل قذارة عروس البحر المتوسط، حين يصيبه الحزن عليها، فى كل لحظة، ولا من حق أحد أن يسأل لماذا تقف فرنسا حيث تقف بين دول العالم، ولا لماذا نقف نحن، حيث نقف!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة رئيس وزراء جريمة رئيس وزراء



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon