توقيت القاهرة المحلي 04:46:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عداد صلاح سالم!

  مصر اليوم -

عداد صلاح سالم

سليمان جودة

فى طريقى إلى المطار، مررت من تحت العداد الشهير، الذى يضعه جهاز التعبئة العامة والإحصاء على جدار مبناه، فى شارع صلاح سالم، لعل كل مواطن عابر يعرف، كم عدد سكان البلد، وإلى أين وصل!

وتذكرت أنى كنت قد سمعت، من الوزير أحمد أبوالغيط، أنه كان ماراً من هناك ذات يوم قريب، وأن تكدس المرور قد أوقف سيارته لدقائق أمام المبنى، وأنه لاحظ أن السكان زادوا، فى اللحظات التى توقف خلالها أمام العداد، بالعشرات، وربما بالمئات، وأن ذلك قد جعله يسأل نفسه ثم يسأل غيره، ممن يعنيهم الأمر فى الدولة: متى يعمل هذا العداد، بشكل طبيعى، فلا يتوقف تماماً لأن هذا سوف يكون ضد طبائع الأشياء، ولا يجرى بالسرعة التى يجرى بها، لأن هذا ضد صالح هذا الوطن، وضد مستقبله على طول الخط؟!

وأذكر أنى كنت قد قلت من قبل إن الناس، فى أى بلد، هم ثروة من البشر، وإن إهدار هذه الثروة مسؤولية الذين هم فى مقاعد الحكم، وإنهم إذا لم يكونوا قادرين على توظيف هذه الثروة، كما يجب، فليس أقل من أن يفعلوا شيئاً لوقف هذه الزيادة المطردة، التى تبتلع كل محاولة للانتقال بالمواطن من حال بائس لحال أقل بؤساً.

ثم أذكر، أيضاً، أنى بعد أن أخذت على الحكومات المتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية برئاسة المهندس شريف إسماعيل، أنها لم تعرف بعد كيف توظف هذا العدد من سكان البلد، ولا كيف تحول التسعين مليوناً من نقمة إلى نعمة، قد تذكرت أن ذلك لن يحدث، إلا إذا كان المواطنون قد تلقوا تعليماً يؤهلهم فعلاً لأن يكونوا ثروة، ثم نعمة، بدلاً من أن يكونوا نقمة!

وبما أن هذا هو حال تعليمنا، منذ سنين، فالكلام عن عجز الحكومات المتتالية، واحدة بعد أخرى، عن عدم توظيف ثروتها البشرية هذه، كما يتعين عليها أن توظفها، فيه ظلم لها، إلى حد بعيد، فمثل هذا التوظيف لن يكون ممكناً، فى صورته الأفضل، ما لم تقدم الحكومات نفسها خدمة تعليمية ممتازة لكل طالب فى كل مدرسة، وفى كل جامعة، وبعدها، لا قبلها، يمكن أن نتكلم عن أن هذه الملايين من البشر، فوق أرضنا، إنما هى إضافة، لا عبء على البلد.

لابد من وقف عداد صلاح سالم، أو بمعنى أدق، لابد من العمل بجد على الأرض، بما يجعله يدور فى معدل طبيعى، وليس بمعدل لاهث، كما يتابعه كل عابر من تحته، وليس من المعقول أن نظل نتفرج عليه، كلما مررنا من أمامه، وإذا جاز للمواطن العادى أن يتفرج، لأنه لا يملك أن يفعل شيئاً، فليس لكل مسؤول يعنيه الأمر أن يمر ويتفرج مثلنا، وإنما عليه أن يفعل شيئاً.. لابد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عداد صلاح سالم عداد صلاح سالم



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon