توقيت القاهرة المحلي 09:45:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علاء .. وجمال!

  مصر اليوم -

علاء  وجمال

سليمان جودة


فى منتصف رمضان، قرأت خبراً فى إحدى الصحف، عن حفل سحور دعا إليه جمال وعلاء مبارك، بحضور عدد من رموز نظام ما قبل 25 يناير 2011، مع عدد آخر من أصدقاء العائلة.

ورغم أنى توقفت أمام الخبر، للحظة، إلا أنى تجاوزته إلى غيره فى زحام الأخبار، وحين وجدتنى، بعدها بأيام، أمام واحد ممن قيل إنهم حضروا الحفل، سألته بحسن نية تماماً عمن حضر، وعن الأطعمة التى جرى تقديمها للمدعوين، وعن عددهم، وعن.. وعن.. فإذا بالرجل يقاطعنى مبتسماً وهو يقول، ما معناه، إن جمال وعلاء لا يمكن أن يقيما حفلاً للسحور، ولا للإفطار، لأنهما محبوسان!

وعندما سألت واحداً من أهل الشأن، عرفت أنهما فعلاً محبوسان، ولكن الذى فاجأنى، ولابد أنه سوف يفاجئ كثيرين، أن مدة حبسهما الاحتياطى قد انتهت منذ أكثر من شهرين، وأن بقاءهما، الآن فى الحبس، مخالف للقانون شكلاً ومضموناً!

ويعرف المتابعون لقضيتهما مع والدهما الرئيس الأسبق أنهما كانا قد جرى الإفراج عنهما بموجب حكم قضائى، وأنهما كانا قد راحا يمارسان حياتيهما الطبيعيتين شأن أى مواطن عادى، إلى أن قبلت المحكمة نقض الحكم، فأعيدا للحبس من جديد، تمهيداً لبدء المحاكمة مرة أخرى!

يومها قيل إن حساباً سوف يجرى للمدة التى قضاها كل منهما، من قبل، فى الحبس، وأنهما سوف يخرجان على الفور، إذا تبين أنهما قضيا فترة الحبس الاحتياطى كاملة.. ولكن ما حدث أن الفترة انقضت منذ شهرين وعدة أيام، دون الإفراج عنهما، رغم أن حساب الحكاية بالورقة والقلم لا يستغرق خمس دقائق!

لا أتكلم هنا عن أشخاص، ولا يعنينى الشخص أو اسمه فى الموضوع، ولكن ما يعنينى هو القانون كمبدأ.. القانون كفكرة.. القانون باعتباره حصناً للجميع، حكاماً ومحكومين.

لقد احتفل الإنجليز، على طول الشهر الماضى، بمرور 800 سنة على وضع وثيقة «الماجنا كارتا» عندهم، وكان أن أقاموا معرضاً فى لندن للنسخ الأربع المتبقية منها، وكان أن زار الأمير تشارلز، ولى العهد البريطانى، مقر المكتبة البريطانية التى شهدت المعرض، وكان أن راح يتفحص أوراق الوثيقة العتيقة فى إعجاب شديد!

الوثيقة التى وضعوها فى 15 يونيو 1215، كانت تقول إن لكل إنسان ثلاثة حقوق لا يجوز أن تكون موضع فصال: الحق فى الحياة، والحق فى الملكية الخاصة، ثم الحق فى عدم الحبس، أو الاعتقال، إلا فى إطار القانون.

ولايزال الإنجليز يعتبرون أن ديمقراطيتهم التى يشهد لها العالم، مرجعها إلى حرصهم عبر القرون الثمانية من عُمر تلك الوثيقة، على أن تظل حية فى حياة كل واحد فيهم، وعلى أن تظل الدماء تجرى فى شرايين كل مبدأ من مبادئها الثلاثة، خصوصاً ذلك المبدأ الأخير الذى يخص موضوعنا فى هذه السطور.

طبقوا، من فضلكم، القانون العادل على جمال وعلاء، وعلى غير جمال وعلاء، دون تفرقة، وسوف يكون البلد، لا الأشخاص، هو الرابح بكل تأكيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاء  وجمال علاء  وجمال



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon