توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تصدّقوهم!

  مصر اليوم -

لا تصدّقوهم

سليمان جودة

إذا أنت قرأت إدانة من الولايات المتحدة، أو الاتحاد الأوروبى، أو بريطانيا، لمجزرة سيناء التى أسقطت 50 ضحية بين شهيد وجريح، فلا تصدق هؤلاء الذين يدينون!

لا تصدقهم.. ليس لأننا لا نريد أن نصدقهم، وإنما لأنهم هم لا يريدون ابتداء، أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ليصدقهم الآخرون، ولا يريدون أن تتسق أقوالهم مع أفعالهم، ثم لا يلتفتون، ولا ينتبهون، إلى أن الفجوة العميقة بين إدانة كلامية كهذه، منهم، للمجزرة وبين ممارسات لهم مع الجماعة الأم، تنطق بأنهم يسكتون عن قصد، عن الأم، التى هى الأصل، بل يتعاطفون معها تارة ويميلون إليها تارة أخرى، ثم يتصورون ببلاهة، بعد هذا كله ــ أن أحداً يمكن أن يصدقهم، إذا أدانوا فعل الفرع، فى سيناء مثلاً، ثم أغمضوا العين عن فكر، وسلوك، وعنف، وإرهاب الأصل الذى هو «الإخوان»!

لا تصدقوهم.. وإذا جاء أحد ليجادلكم فى أنه لا علاقة مباشرة، حتى الآن، بين المجزرة الأخيرة، وبين فكر، وسلوك، وعنف، وإرهاب الجماعة الأم، فاطلبوا ممن يجادلكم فى هذه المسألة، أن يعود إلى تصريح صريح صدر مؤخراً، عن رجل مخرف اسمه القرضاوى، يقول فيه علناً، إن البغدادى الذى يقال عنه إنه زعيم ما يسمى «تنظيم داعش»، إنما هو إخوانى صميم فى أصل نشأته!

قالها المخرف الأكبر، دون أن يقصد ربما، ودون أن يدرى أن الله تعالى، وكأنه أراد أن يدينه، ويدين جماعته، بلسانه، من خلال تصريح من هذا النوع!

لا تصدقوهم.. لأن هؤلاء الذين انطلقوا يدينون المجزرة، فور وقوعها، لو كانوا صادقين حقاً، فى إدانتهم، لكانوا يوم صدر هذا التصريح عن المخرف الأكبر، قد أمسكوا به، ولم يتركوه يمر، ولكانوا قد قالوا للعالم كله، إن الذبح الذى يمارسه أعضاء هذا التنظيم مع خلق الله، إنما تعلموه عن زعيمهم البغدادى، الذى كان قد تعلّمه بدوره من الجماعة الأم التى نشأ فيها.. إنها جماعة الإخوان باعتراف مخرفهم الأكبر ذاته، وبلسانه!

لا تصدقوهم.. لأن الإنجليز لو كانوا صادقين حقاً، فى إدانتهم، لكانوا قد أخذوا تصريح مخرف إخوانى آخر، اسمه إبراهيم منير، على ما يجب أن يؤخذ به، يوم أن صدر عنه فى لندن!

إذ ما كادت السلطات الإنجليزية تقول، فى أول هذا العام، إنها سوف تراجع نشاط الجماعة الأم على أرضها، حتى أطلق هذا المخرف الإخوانى الأصغر تصريحا، قال فيه ما معناه: إن حظر نشاط الجماعة الأم على أرض بريطانيا، يمكن أن يُلحق ضرراً بالمصالح البريطانية فى أكثر من مكان!

قالها يومها، وكأنه يبتز حكومة ديفيد كاميرون علانية، ولو كان الإنجليز صادقين فى إدانة مجزرة سيناء مؤخراً، لكانوا منذ وقت مبكر، قد أيقنوا بأن تصريحاً كهذا، من المخرف الأصغر منير، إنما يشير بوضوح لا يحتمل أى لبس إلى موقع «الأم» من العنف، ومن الإرهاب، ولكانوا قد تصرفوا على هذا الأساس، منذ ذلك اليوم!

لا تصدقوهم، لأن أفعالهم تكشف أقوالهم، وأولاً بأول!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تصدّقوهم لا تصدّقوهم



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon