توقيت القاهرة المحلي 05:52:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا يجوز.. ولا يليق!

  مصر اليوم -

لا يجوز ولا يليق

سليمان جودة

أسعفنى المستشار عدلى حسين بأن لفت انتباهى إلى مادة فى الدستور غابت عنا جميعاً، ونحن نتكلم طوال أيام مضت فى قضية منع أى شخص من السفر!

المادة رقم 62 من الدستور تقول: حرية التنقل والإقامة والهجرة مكفولة، ولا يجوز إبعاد أى مواطن عن إقليم الدولة، ولا منعه من العودة إليه، ولا يكون منعه من مغادرة إقليم الدولة، أو فرض الإقامة الجبرية عليه، أو حظر الإقامة فى جهة معينة عليه، إلا بأمر قضائى مسبب، ولمدة محددة، وفى الأحوال المبينة فى القانون.

فما معنى هذه المادة؟!.. الحقيقة أن لها عندى معنيين؛ أحدهما خاص، يتعلق بمسألة المنع من السفر، والثانى عام يتعلق بالدستور كله على بعضه!

أما الأول فهو أن هذه المادة تظل من مواد الدستور، التى يجب أن تطبق نفسها بنفسها، أى أنها ليست فى حاجة إلى قانون تحال إليه ليشرحها؛ لأنها تقول إن المنع من السفر لأى شخص لابد أن يكون أولاً بأمر قضائى مسبب، وأن يكون ثانياً، وهذا هو الأهم لمدة محددة.. ومرة أخرى لمدة محددة!

فهل يحتاج هذا الكلام إلى شرح؟!.. وإذا لم يكن فى حاجة إلى شرح، ثم إذا كان واضحاً وضوح الشمس هكذا، فما الذى يمنع أجهزة الدولة من تطبيقه؟ ولماذا لا يصدر المنع من السفر، إذا ما صدر بحق أى إنسان، بأمر قضائى مسبب، ثم لماذا لا يكون محدد المدة؟!

الحق أنه فى إمكان أى بنى آدم، يكون قد صدر ضده أمر بالمنع من السفر دون استيفاء هذه الشرطية، أن يحمل هذه المادة إلى أقرب محكمة، وأن يلغى ما صدر فى حقه على الفور، وأن يكون الإلغاء مبدأ نمشى عليه.

وللمرة العاشرة.. يريد المصريون أن يشعروا بأن الوضع بعد دستور 2014 مختلف عنه فى أى دستور سابق، وهو ما لم يحدث إلى الآن، ونريده أن يحدث وبسرعة؛ لأن منع أشخاص من السفر خلال أيام مضت قد تم، بكل أسف، دون أمر قضائى مسبب، ودون أن يكون محدد المدة!

كيف نستحل لأنفسنا منع أى إنسان من السفر مهما كانت التهمة الموجهة إليه، لأمد زمنى مطلق، وكأننا نحوِّل البلد بالنسبة له إلى سجن كبير، ثم كيف نمنعه دون أمر قضائى مسبب.. كيف؟!

إن القاعدة تقول إن إفلات مائة مجرم من العقاب أفضل من ظلم إنسان برىء، ولست أرى ظلماً لأحد أشد من أن يجد نفسه ممنوعاً من مغادرة بلده لمجرد أنه متهم فى قضية.. أى أنك تعاقبه قبل أن يدان أصلاً، وهذا ما لا يجوز فى أى عرف، ولا فى أى ملة، ولا فى أى دين!.. لا يجوز، ولا يليق بنا!

ثم إن القضية الأعم التى يكشف عنها وجود نص مثل هذه المادة فى ناحية، بينما الممارسة العملية فى موضوع المادة ذاته فى ناحية ثانية، هى أن دستورنا الجديد لم يطبقه أحد بعد، ومعناها أن على الذين يدخلون إلى مجلس النواب أعضاء جدداً وفى أذهانهم أن يطلبوا تعديل هذه المادة أو تلك منه أن يسكتوا تماماً، وأن يبحثوا عن شىء آخر يكون مفيداً للناس يفعلونه تحت القبة! فلم نطبق دستورنا بعد حتى نتكلم فى تعديله.. وأمامكم الدليل!

نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يجوز ولا يليق لا يجوز ولا يليق



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon