توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لغز أحمد شفيق

  مصر اليوم -

لغز أحمد شفيق

سليمان جودة


السؤال الذى لا يجد إجابة هو: لماذا يبقى الفريق أحمد شفيق فى أبوظبى، حتى الآن، رغم مرور عامين كاملين على سقوط الإخوان، الذين كانوا هم السبب الوحيد لبقائه هناك؟!
كان العقل يقول إن الفريق يجب أن يكون فى بلده فى اليوم التالى مباشرة لسقوط جماعة مرسى، فهى الجماعة التى راحت طوال عامها التعيس فى الحكم تتعقبه، وتطارده، وتصطنع له القضايا والاتهامات، وكان ذلك كله مفهوماً!

وكان المنطق يقول إن مكان شفيق، فيما بعد الإخوان، إنما هو فى بلده، وإن أفكاره لابد أن تكون فى خدمة بلده، وإن جهده لابد أن يكون مضافاً لبلده، وإن طاقته التى رأيناها منه قائداً للقوات الجوية، ووزيراً، ورئيساً للحكومة، لابد كذلك أن تصب فى كأس بلده!

ولكن.. خلافاً لكل عقل، ولكل منطق، بقى الرجل هناك، ولايزال، دون أن يتطوع أحد فى الدولة هنا، ليقول لنا حرفاً عن سبب بقائه طريداً، بعد أن زالت أسباب مطاردته، وملاحقته، ومحاصرته!

إن شفيق ابن للمؤسسة العسكرية العريقة، ومن شأن أبناء هذه المؤسسة أن يكونوا مخلصين غاية الإخلاص لوطنهم، ومن شأنهم، دائماً أن يكونوا جنوداً فى خدمة البلد بوجه عام، لأنهم يشربون معنى الوطنية، على حقيقته، فى هذه المؤسسة مع الماء سواء بسواء، ومن شأنهم ألا تشوب وطنيتهم شائبة، ولا يتصور واحد منهم أن تكون له حياة بعيداً عن وطنه الأم.

وأتصور أن السنة التى قضاها الفريق فى أبوظبى، وقت حكم الإخوان، كانت ثقيلة على صدره بأكثر مما نتصور، وأتخيل أنه كان أسعد الناس بسقوطهم، ليس لأنه يريد غنيمة لنفسه من وراء ذلك السقوط المدوى، وإنما لأنه وقتها أحس بأنه قد آن له أخيراً أن يعود إلى تراب بلده، وأن يواصل حياته على أرضه، وأن يكون فى خدمته من أى موقع يراه متاحاً.

كل ذلك راح يتبدد بالنسبة له، يوماً بعد يوم، وبامتداد عامين كاملين، دون مبرر، ودون سبب مفهوم، ودون أن يخرج علينا مسؤول، يعنيه الأمر فى الدولة، بعبارة من سطرين اثنين، تقول: الفريق شفيق لا شىء عليه، ويستطيع أن يعود غداً.. أو أن الفريق شفيق لا يستطيع العودة الآن لأسباب كيت.. وكيت!

إننى ما ذهبت إلى مكان عام، هذه الأيام، إلا وكان السؤال من كثيرين لا أعرفهم على النحو التالى: لماذا تمنع الدولة عودة أحمد شفيق؟!.. وإذا كان الإخوان الذين منعوه قد غاروا فى داهية، فمَنْ، بالضبط بعد الإخوان يمنعه هذه الأيام؟!

وحقيقة الأمر أننى لا أملك جواباً، ولا أعتقد أن أحداً ممن يواجهون هذا السؤال، بإلحاح، فى أكثر من مكان فى طول البلد وعرضه، يملك أى جواب!

قولوا للناس بوضوح: متى يعود شفيق، وإذا كان لا يستطيع العودة، فما هو السبب على وجه التحديد؟!.. قولوها بصراحة ولا تتركوا التهمة فى عدم عودته معلقة هكذا فى كل رقبة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغز أحمد شفيق لغز أحمد شفيق



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon