توقيت القاهرة المحلي 08:37:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست صدفة إيطالية!

  مصر اليوم -

ليست صدفة إيطالية

سليمان جودة

بيننا وبين إيطاليا ثلاث ساعات بالطائرة.. هى تقع شمال البحر المتوسط، على هيئة يد ممدودة فوق سطح البحر، ونحن نقع فى جنوبه فى المقابل.. هى عضو فى «الاتحاد من أجل المتوسط»، ونحن عضو فيه، ولسنا عضواً عادياً، بل نحن عضو مؤسس مع فرنسا.. ثم هى بلد ممتلئ بالفن المعروض فى كل ميدان، وفى كل شارع، ونحن بلد ممتلئ بالآثار التى لا نعرضها فى الميادين، ولا فى الشوارع، وإنما نغلق عليها الأبواب فى المخازن!

مثل هذه المعانى راحت تتوارد فى عقلى حين كنت أقارن بيننا وبين الإيطاليين، الذين يبلغ تعدادهم 60 مليوناً، ويزورهم 48 مليون سائح فى كل عام، ويصل عائد هذا الرقم فى الخزانة الإيطالية إلى نحو مائة مليار يورو فى كل سنة.

والسؤال هو: لماذا يتواضع نصيبنا من صناعة السياحة نفسها، حتى يصل بالكاد إلى عشرة ملايين سائح، مع أن عندنا من الشواطئ والمواقع الأثرية والمزارات المختلفة ما يجعل هذا الرقم مضروباً فى ثلاثة على الأقل؟!

لماذا لا نحصل إلا على ثلث ما يجب أن نحصل عليه فى سوق السياحة العالمية، التى تحولت مع الوقت إلى صناعة لها قواعد وأصول؟!

عندما كنت فى طريقى إلى روما، آخر الأسبوع الماضى، قرأت أشياء هنا، وأخرى هناك، عن السياحة عندهم، وعن سبب وصول عدد سياحهم إلى هذا الرقم الذى يوازى ثلثى عدد السكان تقريباً، ومما قرأته، واستوقفنى مثلاً، أنهم منذ وقت مبكر قد أخضعوا عقلية السائح عالمياً لدراسة وافية، وأنهم أرادوا منذ وقت مبكر أيضاً أن يعرفوا على وجه التحديد ماذا يريد السائح، إذا غادر بلده إليهم، وماذا لا يريد، ثم ماذا يريد السائح العربى، وفى منطقة الخليج تحديداً، إذا قرر أن يزور بلداً أوروبياً، وماذا كذلك لا يريد.

ولأن الأشياء البسيطة لا يجوز الاستهانة بها، ولا تجاهلها، فإنهم اكتشفوا وهم يدرسون عقلية السائح الخليجى، على سبيل المثال، أنه يفضل أن ينزل فى فندق تكون بوصلة اتجاه القبلة موجودة فى كل غرفة من غرفاته، ففعلوها، وفى اللحظة التى فعلوها فيها، ووضعوا بوصلة الصلاة فى كل غرفة، فإنهم فى ظنى كانوا يمارسون نوعاً من الإغراء غير المباشر لمثل هذه النوعية من السائحين، وكانوا يخاطبونه بما يريد ويحب، وكانوا يفعلون ذلك كله وهم على يقين من أنه لا شىء يأتى من فراغ، وأن السياحة لن تنتعش عندهم لمجرد أنهم يريدونها منتعشة، وإنما لأنهم «يعملون» بجد من أجل أن تكون هكذا.

ولم تكن صدفة أن متاحفهم هى المتاحف العالمية الوحيدة التى نكَّست أعلامها، يوم أن قتل تنظيم «داعش» الإرهابى خبير الآثار السورى خالد الأسعد، وفصل جسده عن رأسه، ثم علق الجسد على عمود كهرباء فى مدينة تدمر السورية، منتصف الشهر الماضى!

لم تكن صدفة، لأن علينا أن نتعلم من الدنيا حولنا، وإيطاليا فى المقدمة من هذه الدنيا، أن السياحة صناعة متكاملة الأركان، وأن ركناً منها إذا تداعى، أو سقط، فإن سائر الأركان لا تقوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست صدفة إيطالية ليست صدفة إيطالية



GMT 08:37 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميلات؟!

GMT 08:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 08:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 08:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon