توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما سوف نكتبه عن «عبدالله»

  مصر اليوم -

ما سوف نكتبه عن «عبدالله»

سليمان جودة

قبل أسبوع بالضبط، كنت أناقش صديقاً سعودياً في المغرب، حول مدى تأثير الدور السعودى، عالمياً وإقليمياً، لصالح مصر، فيما بعد ثورة 30 يونيو.

وما إن سمع الصديق عبارة «الدور السعودى» في كلامى، حتى استوقفنى ليقول: لا.. لا تقل الدور السعودى هكذا، على إطلاقه، ولكن قل: دور الملك عبدالله!

كنا نقطع معاً الطريق من الرباط إلى الدار البيضاء، ولم أكن أعرف أن عبارته تلك سوف ترن في أذنى بعدها بأسبوع بالتمام، حين سمعت صباح الجمعة خبر وفاة الملك عبدالله!

أغرانى تعليق الصديق بأن أعيد التفكير في الموضوع، وأن أكتشف أن القول من جانبه بأن ما حدث من ناحية الرياض تجاه القاهرة، فيما بعد الثورة، كان بالأساس دوراً للملك عبدالله، لا يقلل بالطبع من دور المملكة كمملكة، ولا من دور السعودية كدولة، بوجه عام.

فالصحيح أن الملك المؤسس عبدالعزيز كان قد أوصى أبناءه جميعاً، بدءاً من الملك سعود، الذي تولى الحكم بعد أبيه مباشرة، ومروراً بالملوك الأبناء فيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله، ثم انتهاء بولى العهد سلمان، الذي صار ملكاً منذ الأمس، ووصولاً إلى الأمير مقرن، الذي كان ولياً لولى العهد، ثم أصبح، منذ الأمس أيضاً، ولياً لعهد أخيه، الملك الجديد سلمان.

الصحيح أن أباهم الملك المؤسس عبدالعزيز قد أوصاهم بمصر خيراً، وبعبارات محددة محفوظة له، ومنقولة عنه، والصحيح أنهم جميعاً لم يخلفوا وعداً، ولم ينقضوا عهداً لأبيهم الملك المؤسس، غير أن أداء كل واحد بينهم كان يختلف في داخل الإطار نفسه، حسب شخصيته، وحسب عقله، وحسب فكره، وحسب وجدانه بالسواء.

وليس أدل على ذلك من أن الملك عبدالله حين اتخذ موقفه المساند دون حدود لمصر، فيما بعد ثورتها، قد خضع لمقارنات، من حيث حجم موقفه ذاك، ليس مع الملك فهد، ولا مع الملك خالد، وإنما مع الملك فيصل، الذي كان دوره في الوقوف إلى جوارنا، في حرب أكتوبر 1973 لا يقل عما اتخذه الملك عبدالله دعماً لثورتنا على الإخوان.

وما أقصده بالدعم هنا هو الدعم السياسى أساساً، لا الدعم المادى، فالأول أهم، وأبقى، وأشد تأثيراً، وأقوى نفاذاً بين الأمم، وفى علاقات الدول.

الدعم السياسى هو الأهم، وهو ما أقصده تحديداً، ولو أن أحداً راجع أحداث عام ونصف، منذ 30 يونيو إلى الآن، فسوف يجد كيف تحولت مواقف عواصم كبرى في العالم، فأصبحت معنا، أو بالأدق توقفت عن عدائها الظاهر لنا، بمجرد أن أوفد الملك عبدالله، وزير خارجيته الأمير سعود إلى باريس، حاملاً وقتها عدة رسائل منه للذين يعنيهم الأمر في العاصمة الفرنسية، وفى خارجها، بامتداد أوروبا، وعبوراً للأطلنطى إلى واشنطن.

لا أزال أذكر كيف أن البيان الذي صدر في ذلك الوقت، وكنا في أغسطس من العام قبل الماضى، قد أكد على أن موقف المملكة السعودية الداعم لمصر لأبعد مدى، ليس محل نقاش، ولا مساومة، حتى ولو أدى مثل هذا الموقف إلى الإضرار بعلاقتها، كمملكة، بعواصم في أوروبا، وفى الغرب كله!

أذكر هذا، وأذكر غيره، مما لن ينساه التاريخ، ومما سوف يأتى يوم يجلس فيه رجال ليكتبوه، وليقولوا إن «عبدالله» الذي رحل صباح أمس، قد غادر دنيانا تاركاً وراءه ما لا يمكن نسيانه، في بلاده، وفى خارج بلاده معاً، وهو ما سوف يطول حوله الكلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما سوف نكتبه عن «عبدالله» ما سوف نكتبه عن «عبدالله»



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon