توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما لا يراه الرئيس!

  مصر اليوم -

ما لا يراه الرئيس

سليمان جودة

نحن أمام واحد من احتمالين: إما أن الرئيس لا يعرف، وتلك مشكلة كبيرة.. وإما أنه يعرف، ثم يرى فيما يجرى أمراً طبيعياً، وعادياً، ولا شىء فيه، وتلك مشكلة أكبر!

لقد تساءل الرئيس، فى خطاب إطلاق مشروع شرق بورسعيد، عما يخيف المستثمرين، ودعاهم إلى ألا يخافوا، وقال إن أى شىء يتم معهم سوف يكون بالقانون!

إننى لا أدرى لماذا عندما سمعت عبارة أن كل ما بين الدولة وبين المستثمر هو القانون، تذكرت على الفور عبارة الرئيس السادات التى كان قد قال فيها إن للديمقراطية أنياباً، أشرس من الديكتاتورية!.. وكأننا نعود من جديد من عند نقطة الصفر، دون أن يكون للتجربة أى رصيد إيجابى فى حياتنا!

فالرئيس إذا كان لا يعرف، فمعنى هذا أنه مدعو بجد إلى أن يعرف، ومعنى هذا أيضاً أن الذين يعرضون عليه ما يجرى ليسوا أمناء معه بما يكفى، ثم إن معنى هذا للمرة الثالثة أنهم هم كذلك مدعوون، بصدق، إلى أن يكونوا أمناء معه تماماً، من أجل خاطر هذا البلد.

والحقيقة أن الواحد منا يظل متشائماً، حتى وهو يكتب سطوراً تدعو إلى التفاؤل، لا لشىء إلا لأننى، مثلاً، لست على يقين مما إذا كانت هذه السطور سوف تصل إلى رأس الدولة أم لا؟! مع أننى أكتبها بكل الصدق معه، ومع الذين معه وحوله، ومع أننى لا أريد من ورائها شيئاً، اللهم إلا أن يكون هذا الوطن فى المكان، ثم المكانة التى تليق به، استثمارياً، واقتصادياً بوجه عام.

وإذا كان الرئيس يريد أن يعرف لماذا يخاف المستثمر، ولماذا لايزال متردداً، ولماذا لايزال يقطع خطوة للأمام، وخطوتين للوراء، فإننى أدعوه إلى أن يقرأ حواراً مهماً جرى هذا الأسبوع، على صفحة كاملة، فى صحيفة «الصباح»، مع المهندس حسين صبور، ففيه سوف يجد الرئيس أن المستثمر خائف فعلاً، وسوف يعرف منه أيضاً لماذا هو خائف، لأن «صبور» ليس مستثمراً عابراً، ولكنه رئيس جمعية رجال الأعمال، أى أنه تقريباً يتكلم باسمهم كلهم.

إن حال المستثمرين مع الدولة أقرب ما يكون إلى حال سرب من الحمام، يرقب من بعيد رجلاً ينثر الحبوب له على الأرض، فما يحدث، عندئذ، أن حمامة واحدة هى التى تقترب وبحذر شديد، فإن وجدت الجو آمناً دعت غيرها، وإن بدرت من الرجل أى حركة غير عادية فإن السرب كله يفزع ويلوذ بالفرار تلقائياً، ولا يعود إلا بصعوبة بالغة.. هذا إن عاد!

إن الرئيس يبدو صادقاً بحق وهو يقول إنه ليس بين الدولة وأهل الاستثمار إلا القانون، ولكن المشكلة أن القانون الذى يقصده الرئيس، إذا كان هو ما جرى مع بعضهم من وقائع، خلال فترة قصيرة مضت، فهو بالقطع ليس قانوناً، بل هو فى حاجة إلى نسف من أساسه، لأن السؤال هو: إذا كان ما رأيناه بأعيننا من وقائع تابعها الجميع مع مستثمرين وأصحاب أعمال كبار هو القانون، فما هو بالضبط اللاقانون؟!

أصحاب الأعمال فى مجملهم خائفون، وإذا كان هناك مَنْ لا يرى ذلك، فهو يغطى وجهه عن رؤية شىء ماثل أمام عينيه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما لا يراه الرئيس ما لا يراه الرئيس



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon