توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما وراء الصورة

  مصر اليوم -

ما وراء الصورة

سليمان جودة


تطلعت من جانبى إلى الصورة التى جمعت الرئيس مع مجلس مستشاريه من كبار علماء وخبراء البلد، ثم سألت نفسى: حين يكون لدينا كل هؤلاء، من أصحاب العقول الجبارة، مع غيرهم بالطبع ممن سأعود للحديث عنهم، ثم يكون هذا هو حالنا، فلابد أن هناك خللاً من نوع ما قد وقع.

وليس خافياً على أحد أن هذا الخلل هو أن فجوة قامت، طول الوقت، بين أصحاب العقول الكبيرة، من نوعية الرجال الذى كانوا على مائدة الرئيس، وبين صاحب القرار.

وليس للقاء الرئيس معهم من معنى، سوى أنه راغب حقاً، فى ردم هذه الفجوة، وفى أن تكون عقولنا العظيمة حاضرة إلى جواره، وأن تعطى ما عندها لبلدها، لعله يجتاز أزمته الراهنة.

وقد عدت أتطلع من جديد إلى ملامح الصورة، لأقول فى نفسى إن كل واحد من أعضاء هذا المجلس الاستشارى الجديد لابد أن عنده من الأفكار ما ينهض ببلاد بكاملها، لا ببلد واحد، ولذلك، فإذا كان تشكيل المجلس وانعقاده خبراً مهماً، وسعيداً، وباعثاً على التفاؤل، فإن الأهم أن ينعقد بشكل دورى، بحيث يجرى الاتفاق، فى كل جلسة، على موعد الجلسة اللاحقة، وأن يكون أمامه، كمجلس، مدى زمنى يضع فيه استراتيجية عامة للبلد، تمتد إلى كل مجال، خصوصاً مجال التعليم.

وقد لا أبالغ إذا قلت إن قرار تشكيل المجلس الاستشارى هو أهم قرار اتخذه عبدالفتاح السيسى منذ أن صار رئيساً، لا لشىء، إلا لأنه أصبح، الآن، على مسافة قريبة جداً من رؤية عامة وشاملة، يضعها أعضاء مجلسه الاستشارى، فيتصرف هو، كرئيس، على هداها، وتصبح بمثابة النور الذى يضىء له، ثم لنا، الطريق، وبمثابة الإشارات التى تشير إلى الاتجاهات الأربعة أمام عينيه.

وبصراحة أكثر، فإن الخطوات التى اتخذها الرئيس، منذ أن جلس على مقعده، كانت ولاتزال تفتقد «الرؤية» الجامعة، التى تضمها كلها فى إطار واحد، بحيث تكون كل خطوة مرتبطة بغيرها، ومتصلة بها، فى سياق واحد، وبحيث تكون كل الخطوات ذاهبة فى اتجاه واحد أيضاً، وعازمة على تحقيق الهدف نفسه.. ولابد أن غياب «الرؤية» الجامعة لا يعود، للأمانة، إلى نقص فى الرئيس، كشخص، بقدر ما يعود لعدم وجود مجموعة، هذا هو عملها، إلى جانبه.

ثم بصراحة أكثر وأكثر، فإنه من غير المتخيل أن يكون كل هؤلاء الرجال إلى جوار الرئيس، وأن تكون هذه العقول إلى جانبه، ثم يصدر عن الرئاسة، بعد اليوم، قرار يحار الناس فى فهمه، وفى استيعاب أبعاده، وخلفياته، ومراميه.. من غير المتخيل بكل تأكيد!

ولو كان لى أن أصور حالنا، ثم حال الرئيس قبل تشكيل هذا المجلس، وبعده، فقد كنا، قبل تشكيله، أشبه بمن يمشى فى صحراء ممتدة، دون أن تكون فى يده خريطة تحدد له أين هو، وإلى أين عليه أن يتجه، وفيما بعد تشكيل المجلس، صارت لدينا الخريطة، وأصبحت فى أيدينا بوصلة، فلا نتوجه إلى أسوان - مثلاً - ونحن فى الأصل نريد الذهاب للإسكندرية، ولا نسعى فى اتجاه الشمال - مثلاً.. مثلاً - ونحن نريد الجنوب.. وهكذا.. وهكذا.

قطع الرئيس 90 يوماً من رئاسته دون خريطة فى يده.. والآن.. صارت فى جيبه، والمهم أن يهتدى بها، طول الوقت، وأن تكون مفرودة أمام عينيه فى كل لحظة.. وعندها لن يضل.. ولن نضل معه.

هذا ما يمكن أن يقال عن مجلس الرئيس الاستشارى بوجه عام.. فإذا ما تأملنا تفاصيل الصورة التى جمعت أعضاء المجلس مع رئيس الدولة، كنا فى حاجة، بالضرورة، إلى كلام آخر يتجاوز الصورة إلى مضمونها، وما وراء مضمونها ذاته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء الصورة ما وراء الصورة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon