سليمان جودة
إذا مر علينا اليوم، الذي يوافق ذكرى مرور أربع سنوات على 25 يناير 2011، دون أن نسأل أنفسنا فيه: ماذا حققنا خلال السنوات الأربع، وماذا لم نحقق، فسوف يكون يوماً آخر ضائعاً من أيامنا!
فالواضح أننا قضينا بدايات سنواتنا الأربع، نفتش خلالها عن طريق، وأظن أننا، في 30 يونيو 2013، قد عدنا إلى طريق كان الإخوان قد أخذونا عنه، والمهم الآن أن ندرك أن نظام حكم مبارك قد مضى، وأن نظام الجماعة الإخوانية، من ورائه، قد مضى هو الآخر، وأن علينا ألا نشغل أنفسنا بهما معاً، كعهدين، إلا بقدر ما نأخذ منهما الدرس الباقى لمستقبلنا، وما عدا ذلك فهو قائم في مكانه هناك، باعتباره شيئاً قد انطوت صفحته.
ثم إن علينا أن ندرك شيئاً آخر أهم، هو أن السنوات الأربع الماضية هي عند شعوب أخرى من حولنا في العالم تظل بمثابة فترة رئاسية كاملة لأى رئيس، وأن أي رئيس يقضى مثلها في بلده، فإنه يفعل ذلك من أجل أن يترك وراءه إنجازاً لوطنه، وإذا شئتم دليلاً حياً فاسألوا عما حققته السيدة روسيف، رئيسة البرازيل، وعما قدمته هي لبلادها في سنواتها الأربع الأولى، التي انتهت قبل نحو شهر من الآن.. فلقد وقفت تلك السيدة تخاطب شعبها، وكان ذلك في آخر ديسمبر الماضى، فقالت إنها قضت معه أربع سنوات، فحققت له كذا، على وجه التحديد، ولم يكن كذا هذا إلا قضاء على فقر 30 مليون برازيلى، ولم يكن ذلك للأمانة، في سنواتها الأربع فقط، وإنما كانت هي تكمل طريقاً بدأه الرئيس السابق لها، لولا دا سيلفا، على مدى 8 سنوات!
خلال 12 سنة على بعضها، خرج 30 مليون برازيلى، من تحت خط الفقر، إلى ما فوق هذا الخط، وصاروا بنى آدمين، وصار من حق رئيستهم، وهى تقدم نفسها لهم، في بدء ولايتها الثانية والأخيرة لأربع سنوات مقبلة أن تقول: إن هذا هو إنجازى مع إنجاز سلفى الذي سبقنى بين أيديكم، وإن شعارى فيما هو قادم من سنوات أربع جديدة، هو هكذا: البرازيل وطن للتعليم.
أقول هذا الكلام، الذي قلت بعضاً منه من قبل، لأعيد تذكير الذين نسوا بيننا بأن الأيام والسنوات في حياة الشعوب الجادة ليست شعارات تنطلق في المناسبات ولا كلاماً يقال في كل محفل عام، وإنها هي كأيام وسنوات تقاس دوماً برصيدها الذي يبقى في حياة كل مواطن يتشوق دوماً لأن يحيا حياة كريمة على أرض بلده.
وإذا كان لنا، بهذا المنطق، أن نأخذ شيئاً من 25 يناير 2011، في ذكراها الرابعة، لعامها الخامس، بشكل خاص، ولأيامنا القادمة، بوجه عام، فليكن هذا الشىء هو شعارها الثالث تحديداً الذي كان، ولايزال، يمنح المواطنين وعوداً بعدالة اجتماعية سوف يراها كل واحد منهم، ويلمسها في حياته.
وإذا أردنا، في الوقت ذاته، أن نأخذ من 30 يونيو، في الذكرى نفسها، شيئاً، فليكن هذا الشىء هو ما جاء في الدستور الذي أقررناه في يناير الماضى، عن الصحة، وعن التعليم وعن البحث العلمى، بشكل محدد، وعن مقدار ما يجب أن تنفقه الدولة على هذه البنود الثلاثة، من ميزانيتها العامة، بالقرش والجنيه.
شعار 25 يناير، الثالث، ومواد دستور 30 يونيو حول هذه الملفات الثلاثة، كفيلة، معاً، كشعار ثالث في 25 يناير ثم كمواد في دستور 30 يونيو، لو عملنا عليها، أن تجعل احتفالنا، في 25 يناير المقبل، له معنى، إذ لا قيمة لاحتفال بشىء، تسمع عنه أنت، وأسمع عنه أنا، ويسمع عنه غيرنا، ثم لا نمسكه في حياتنا بأيدينا.