توقيت القاهرة المحلي 10:20:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متحف يوثق لثورتين

  مصر اليوم -

متحف يوثق لثورتين

سليمان جودة

كلما مررت على مبنى الحزب الوطنى، الذى يجرى هدمه على كورنيش النيل، هذه الأيام، طاف فى بالى شىء يؤرقنى.

أما هذا الشىء فهو الطريقة الأمثل، التى سيكون علينا أن نستغل بها أرض المبنى، بعد إزالته، إذ لايزال هناك اختلاف كبير فى وجهات النظر، فى هذا الاتجاه.. فهذه وجهة نظر تقول إنه من الأفضل أن نبنى على أرض المبنى فندقاً يجاور النيل هيلتون الذى سيتم افتتاحه بعد الانتهاء من تجديده فى 23 يوليو المقبل. وتلك وجهة نظر أخرى يرى أصحابها ضم أرض المبنى إلى المتحف المصرى المجاور لها، ثم هناك، فى المقابل، وجهة نظر ثالثة أميل أنا إليها، وأتمنى لو أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، قد أخذ بها، بما أنه سوف يكون هو صاحب القرار فى التصرف فى الأرض بعد إخلائها من المبنى.

وجهة النظر هذه تقول ببناء متحف للإرهاب فوق الأرض، نوثق فيه لكل أشكال الإرهاب الذى انطلق ينهش فى البلد، فيما بعد 25 يناير 2011، إلى الآن، ونرصد فيه، بالصورة، وبكل وسيلة أخرى ممكنة، تفاصيل عمليات الإرهاب التى جرت على أرضنا، طوال سنوات خمس تقريباً مضت.. متحف للإرهاب يا رئيس الوزراء، على غرار متحف أقيم فى جنوب أفريقيا، راحوا فيه يوثقون لفترة التفرقة العنصرية الكئيبة التى عانوا منها طويلاً، إلى أن زالت بمجىء مانديلا إلى الحكم.. متحف للإرهاب يا رئيس الحكومة يدخله أى شخص من أجيالنا المقبلة ليرى فيه، بالصوت وبالصورة، تفاصيل ما تعرضت له بلادنا فيما بعد 25 يناير.. متحف للإرهاب يكون بمثابة الذاكرة الحية لكل ما رأيناه، وعانيناه، ولانزال، منذ ذلك التاريخ، إلى اليوم.. متحف للإرهاب تحمل جدرانه صوراً للأبطال من أفراد جيشنا، وشرطتنا، الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنعيش نحن، ويعيش باقى أفراد هذا الشعب.. متحف للإرهاب سوف يكون متحفاً مستقلاً بذاته، وجزءاً فى الوقت نفسه من المتحف الكبير الذى يجاوره، فنكون، فى حالة كهذه، قد حققنا هدفين معاً: إعادة أرض مبنى الحزب إلى المتحف المصرى، ثم استغلالها بما يجعلها، فى المستقبل، مرآة صادقة لكل ما كان علينا أن نكتشفه على أرض بلدنا فيما بعد 25 يناير!

متحف للإرهاب يا رئيس الوزراء، يقول للأجيال التى سوف تجىء إن ما جرى فى 25 يناير كان هدفه، بالأساس، إسقاط أركان دولة، لا إسقاط نظام حكم.. متحف للإرهاب يا رئيس الوزراء يقول للقادمين من بعدنا إن ذاك كان هو الهدف الخفى من وراء ثورة 25 يناير، وإن هذا، أمام عينيك يا أى زائر للمتحف، هو الدليل.. متحف للإرهاب يا رئيس الوزراء يسجل ما ارتكبه الإخوان فى حق البلد، فيما بعد ثورة 30 يونيو، ويقول لزائره أيضاً إن هذا هو الدليل.

متحف يوثق لثورتين قامتا على عواقب سياسات الحزب، ثم على الذين أحرقوا مبنى الحزب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف يوثق لثورتين متحف يوثق لثورتين



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon