توقيت القاهرة المحلي 05:16:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرجع المراجع!

  مصر اليوم -

مرجع المراجع

سليمان جودة

هذا رجل تدعوك مواقفه إلى الإعجاب به، ويدعوك كلامه إلى الإنصات إليه، ويدعوك ثباته على مواقفه المضيئة إلى أن تتساءل: من أين يأتى بهذه القوة فيما يفعل ويقول؟!

لفت انتباهى إليه موقفان على وجه التحديد، وقد كان كل واحد فيهما علامة على طريق لا تخطئها عين!

كان الموقف الأول عندما أعلن مستشار الرئيس الإيرانى، حسن روحانى، قبل شهر من الآن، أن إيران قد صارت إمبراطورية، وأن عاصمتها هى بغداد!.. صحيح أن المستشار إياه قد حاول لاحقاً أن يتملص من تصريحه، وصحيح أنه حاول أن يقول - ما معناه - إنه لم يقصد هذا المعنى بالضبط، ولكن الذى حدث أن التصريح جاء على لسانه هو، ولم يضعه أحد فى فمه، ولا أجبره أحد عليه، وقد بدا، بعد إطلاقه، وكأنه رصاصة انطلقت ويستحيل أن تعود إلى مكانها من جديد!

هنا.. خرج الرجل الذى أقصده، فقال بأن العراق لن يبدل تاريخه أبداً، ولن يتحول عن تراثه مطلقاً، وإن طهران إذا كانت تساعد العراق، فى مواجهة إرهاب هنا، أو هناك، فليس هذا معناه، أن تكون لها كلمة عليا فيه، وليس هذا معناه أن يتخلى العراق عن عراقيته، وليس هذا معناه، أن يتجرد العراق من عروبته!

قالها الرجل، بهذا الوضوح، وبهذه القوة، فى مواجهة إيران كلها، وقد كان الواحد منا يتوقع أن تأتى مثل هذه المعانى القوية، على لسان رئيس العراق، فؤاد معصوم، أو على لسان رئيس وزرائه، حيدر العبادى، غير أن ذلك لم يحدث، بكل أسف، فبدا الرجل الذى بدأت الحديث عنه، من أول هذه السطور، وكأنه دولة بمفرده، حين راح يعرى آخرين من حوله!

ثم كان هو نفسه، على موعد مع موقف آخر، لا يقل صلابة عن الأول.. وقد جاء الموقف الثانى حين بدأ الكونجرس الأمريكى، قبل أيام، فى مناقشة مشروع قانون يتيح للإدارة الأمريكية، عند إقراره، وتحويله من مشروع قانون، إلى قانون، أن تخصص 25٪ من المساعدات العسكرية الأمريكية للعراق، عام 2016، للأكراد فى شمال العراق تارة، ولأبناء السنة فى وسطه، تارة أخرى، ودون المرور بالحكومة المركزية، وكأنها، والحال هكذا، غير موجودة!

مشروع قانون كهذا، معناه أن الأمريكان يريدون أن يتعاملوا مع دولة كردية هناك، ثم مع دولة سنية، بعيداً عن سلطان الدولة المركزية فى بغداد، ومعناه أن نوايا الأمريكان الدنيئة إزاء العراق، كبلد، قد بدأت تظهر، وتطفو على السطح، بل تجرى ترجمتها فى خطوات على الأرض!

هنا أيضاً، خرج الرجل ليعلن بكل بأس، أن مشروع القانون الأمريكى مرفوض تماماً، وأن النوايا التى تقف وراء مشروع القانون مكشوفة، ومردودة فى وجوه أصحابها، وأن العراقيين جميعاً، دون استثناء، مدعوون إلى أن يتخذوا موقفاً وطنياً موحداً ضد مشروع القانون، وأن يكون ولاؤهم المطلق، وانتماؤهم الأصيل، للعراق الموحد، الذى لا تعنيه ولا تنال منه مثل هذه الدعوات الأمريكية المفضوحة، بمثل ما يجب ألا تنال منه الدعوات الإيرانية المماثلة من قبل!

الآن.. أريد أن أقول لك، إن الرجل الذى أقصده، هو المرجع العراقى على السيستانى، وإنه إذا كان يوصف فى بلده بأنه «مرجع المراجع» باعتباره رجل دين بارزاً، فهو مرجع المراجع فى الوطنية بمعناها السامى، كما ترى، وليس فى أمور الدين وحدها!

ما أحوج كثيرين بيننا، إلى أن يتعلموا من هذا الرجل درساً فى الوطنية، وفى الولاء للبلد، كيف يكون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرجع المراجع مرجع المراجع



GMT 03:52 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

اكتساح حلب قَلبَ الطَّاولة

GMT 03:48 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاءوا من حلب

GMT 03:31 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

... عن الانتصار والهزيمة والخوف من الانقراض!

GMT 03:27 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 03:24 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 03:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بعيداً عن الأوهام... لبنان أمام استحقاق البقاء

GMT 03:07 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

جاري الشاعر

GMT 02:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا وسيناريو التقسيم

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
  مصر اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 17:46 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما
  مصر اليوم - منة شلبي تواصل النجاح على المسرح بعد السينما

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

"الأرصاد المصرية " تعلن عن درجات الحرارة المتوقعة الأربعاء

GMT 03:57 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

توماس توخيل يتوج بـ11 لقبًا قبل بداية مشواره مع منتخب إنجلترا

GMT 12:10 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

صدام جديد بين مانشستر يونايتد وليفربول في كأس الاتحاد

GMT 12:38 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل القبض على والد طفلة التعرية في الدقهلية

GMT 07:05 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تعرف على أبرز 5 أسباب للشعور بالتعب طوال الوقت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon