توقيت القاهرة المحلي 04:41:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مع شريف إسماعيل!

  مصر اليوم -

مع شريف إسماعيل

سليمان جودة

فى لقاء جرى، أمس الأول، مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، استوقفنى أن الرجل حريص على أن يسمع، وأنه ينصت إلى ما يقال أمامه، وأنه يدون بنفسه، فى أجندة بين يديه، ما يراه مفيداً فى برنامج الحكومة الذى سوف تتقدم به إلى البرلمان آخر الشهر، أو حتى فى مهمته كرئيس حكومة بوجه عام.

ثم استوقفنى شىء آخر شكلى، وإن كان وثيق الصلة بالمضمون، وهو أن مساعديه الذين نظموا هذه اللقاءات بينه وبين رؤساء تحرير الصحف، وعدد من أصحاب الرأى، حرصوا على ألا يضم اللقاء الواحد أكثر من خمسة أو ستة، ممن يريد رئيس الحكومة أن يسمع منهم، وأظن أن هذه الطريقة، التى ربما تتم لأول مرة، أدت إلى أن تكون أجواء اللقاء أهدأ، وأن تكون الفائدة بالتالى أكبر.. فلقد حضرت لقاءات عديدة من قبل، فى مقر مجلس الوزراء، مع أكثر من رئيس حكومة، لم يكن من بينها أى لقاء مع الإخوانى عصام شرف، وكان الصخب فيها جميعاً، والشوشرة، ومقاطعة الحاضرين لبضعهم البعض، تجعل رئيس الحكومة غير قادر على الإنصات، وضيوفه غير قادرين على إتمام فكرة واحدة لوجه الله.

هذه المرة كانت مختلفة تماماً، وأظن أيضاً أن رئيس حكومتنا قد خرج من لقاءاته هذه بذخيرة يمكن جداً أن تغير من أداء حكومته من حال لحال آخر، إذا ما أحسن ترتيب ما سمع، ثم الأخذ به، أو بما هو نافع فيه، بنظام، وبدقة، وفى هدوء، ودون تأخير!

ثم استوقفتنى جملة قالها، وهو يمهد لحديثه معنا.. وكانت كالتالى: إن الشعب يريد أن يرى بادرة نحو الإصلاح، ونحو تحسن الأحوال.

وتوقفت، من ناحيتى، عند كلمة «بادرة» هذه، لأن مشكلة المصريين جميعاً، مع الإخوان على سبيل المثال، لم تكن فى أنهم، كجماعة حاكمة فى عامهم الأسود، لم يصلحوا شيئاً، فلقد كان يقين كل مصرى أن الإصلاح فى حاجة إلى وقت، وإلى جهد، ولكن كانت المشكلة الحقيقية أن هذه «البادرة» لم يحدث أن رآها أى مصرى، فى أى أفق، طوال عام الإخوان، فأسقطهم إلى غير رجعة، لأنه أدرك، بحس فطرى عنده، أنهم غير جادين، فضلاً عن أن صالح الوطن، كوطن، لم يكن يعنيهم فى شىء.

وكان تقديرى، أمام المهندس إسماعيل، أنه من المهم أن يعمل وفق منطق «البادرة» فى كل وقت، ولن يتحقق هذا إلا إذا عاد هو نفسه إلى تصريح له، يوم أدى اليمين الدستورية رئيساً للحكومة، فى 19 سبتمبر، فقال إن حكومته سوف تعمل على مستويين متوازيين، أحدهما يعود بحصيلة سريعة يحسها كل مواطن، فى مكانه، والثانى بعيد العائد، بطبيعته، فأنت، كرئيس حكومة، تستطيع أن تعمل على الأسعار، والنظافة العامة، والطرق - مثلاً - فيشعر المصريون بأثر عملك، ويراه كل واحد بعينيه، فى أشهر معدودة على أصابع اليد الواحدة، ولكن الأمر يختلف مع الصحة والتعليم، كخدمتين حكوميتين عامتين، لا بديل من عائد لهما على المدى الطويل، يحترم عقل الإنسان فى مدرسته، وجسده فى مستشفاه.. لا بديل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع شريف إسماعيل مع شريف إسماعيل



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon