توقيت القاهرة المحلي 04:48:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مقعد فاروق حسنى!

  مصر اليوم -

مقعد فاروق حسنى

سليمان جودة

منعنى السفر إلى الكويت من حضور حفل توقيع الكتاب الجديد للفنان فاروق حسنى، الذى كان يجب أن يكون الآن فى مكتبه، مديراً لمنظمة اليونسكو فى باريس، وليس فى بيته بالقاهرة!

إننا لانزال جميعاً نذكر المعركة التى خاضها الرجل، وخاضتها مصر معه، فى سبيل هذا الموقع الدولى، قبل الثورة، ولانزال نذكر كيف أن كل المؤشرات.. كلها لا بعضها.. كانت تقول، وإلى آخر لحظة، إن لا «بوكوفا»، المديرة الحالية، بل هو صاحب المنصب، ثم لانزال نعرف أن كلاماً إذا دار حول أحق الدول فى العالم بأن يكون أحد أبنائها على رأس منظمة تهتم بالشأن الثقافى فى أرجاء الأرض، فهذه الدولة هى مصر.. ولا دولة غيرها.. أما المبررات، فأنا، وأنت، وكل واحد يعرف ماذا تمثل مصر، إذا ما كان المقام مقام منافسة فى حقل الثقافة بوجه عام!

وقت أن ترشح للمنصب، وكان على مسافة رمية حجر منه، سألوه هناك: ماذا تعنى الحريات بالنسبة لك، ولبلدك، وتصوروا أن السؤال سوف يكون كميناً، فخاب ظن أصحاب السؤال!

وبدلاً من أن يشرح لهم هو ماذا تعنى قضية الحرية بالنسبة له ولبلده، وبدلاً من أن يدخل بهم فى تفاصيل، أخبرهم بأنه سوف يحكى لهم ثلاث حكايات من أرض الواقع، فالحكايات الثلاث، وموقفه فيها، تجيب عن السؤال تماماً، وباختصار!

فلقد حدث أن صدرت رواية «وليمة لأعشاب البحر» للكاتب حيدر حيدر، عن هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة، عندما كان فاروق حسنى فى منصبه، وحدث أن قامت مظاهرات بين طلاب فى الأزهر، كانوا يرون فيها تجاوزاً، وقام صخب واسع حول الرواية، ولكن الوزير حسنى رفض اتخاذ أى إجراء ضد الرواية ورفض مصادرتها، ليس لأنه مع التجاوز، إذا وقع، ولا لأنه ضد طلاب الأزهر، ولكن لأنه مع حق كل شخص، بمن فى ذلك حيدر حيدر، فى أن يعبر عن رأيه، دون قيود، وبالضبط كما تظاهر الطلاب معبرين عن رأيهم، ولم يمنعهم أحد من التظاهر رفضاً للرواية!

وفى واقعة ثانية كانت مجلة «إبداع»، الصادرة عن هيئة الكتاب، التابعة للوزارة، قد نشرت نصاً إبداعياً، لم يعجب أهل التشدد فى الرأى، وقامت مشكلة وقتها، ولكن رأى فاروق حسنى، باعتباره صاحب عقل قبل أن يكون وزيراً، كان إزاء نص «إبداع» هو ذاته رأيه مع الرواية: حرية التعبير مكفولة، ولا يجب مسها!

وفى مرة ثالثة قامت ضجة ضد فوز الدكتور سيد القمنى بإحدى جوائز الدولة، ولم يختلف رأى «حسنى» فى هذه المرة الثالثة عنه فى مرتين سابقتين.. وفى كل المرات كان صاحب عقل مستنير، ينحاز للنور، ويعادى الظلام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقعد فاروق حسنى مقعد فاروق حسنى



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon