توقيت القاهرة المحلي 06:28:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من الفتوى ما قتل!

  مصر اليوم -

من الفتوى ما قتل

سليمان جودة

حتى صباح أمس، وصل عدد الحجاج المصريين الذين سقطوا قتلى، فى الطريق إلى رمى الجمرات، أول أيام العيد، إلى 78 حاجاً، ولايزال الرقم مرشحاً للزيادة، لأنه بدأ بأربعة حجاج، ثم وصل إلى ما وصل إليه!

أما الرقم الإجمالى للحجاج الذين لقوا حتفهم من أنحاء العالم، فقد بلغ 1200، ولايزال هو الآخر مرشحاً لأن يزيد!

ولاأزال من ناحيتى عند رأيى، بأن ذنب كل حاج منهم فى رقبة كل شيخ من شيوخ عصرنا لا ييسر على حجاج بيت الله، فى أثناء رمى الجمرات تحديداً، ويصمم على أن يعسر عليهم، بأن يجعلهم يرمون كما رمى الرسول، عليه الصلاة والسلام، وكما رمى الصحابة!

ولو كان الرسول الكريم بيننا لأدرك بعقله الراجح أن الطريق الذى كان يتسع فى أيامه، عليه الصلاة والسلام، لعشرين أو ثلاثين ألف حاج، وصولاً إلى جسر الجمرات، يستحيل أن يتسع لمليونين أو ثلاثة ملايين من حجاج بيت الله فى عام 2015، ولكان رسولنا العظيم قد راح يسهل على الناس، بالتالى، وينصح كل واحد فيهم بأن يرمى جمراته التسعة والأربعين، أو السبعين فى أى وقت شاء دون ارتباط بزوال، ولا بغير زوال، ولا بشروق، ولا بغير شروق، ولا بقدوم ليل، ولا بذهاب ليل!

رسولنا الذى أقصده هو الرسول الذى جاءه رجل يسأله عن يوم القيامة، فبادره النبى بسؤال من عنده عما أعد ليوم القيامة الذى يسأل عنه، فأجاب الرجل السائل بأنه لم يستعد ليوم القيامة بصلاة كثيرة، ولا بصيام أكثر، ولكنه يحب الله، ويحب رسوله.

هنا.. أجابه الرسول: المرء مع مَنْ أحب!

ولقد أرسل لى الأستاذ محمود الطنب يطلب أن أعود إلى كتاب «فقه السُـنة» للشيخ سيد سابق، خصوصاً باب الحج بالطبع، فرجعت إليه، وقرأته كاملاً، وفى كل موضع منه كنت ألاحظ أنه ما من أحد جاء إلى الرسول يسأله عن شىء اختلط عليه فى رمى الجمرات، أو فى غيرها، إلا كانت إجابة رسول الإسلام: لا حرج.. وفى مرات أخرى كان يقول: لا بأس!

لم يكن الرسول يتوقف عند شخص رمى قبل الشروق، ولا كان يتوقف أمام رجل رمى بعد الشروق، ولكنه كان بعقله الكبير يتوقف عند مسألة أخرى تماماً، هى أن الهدف من الرمى، كرمز، قد تم وانتهى الأمر، لدرجة أن حاجاً جاءه حائراً يخبره بأنه رمى ست جمرات لا سبعاً، فى رمية العقبة الكبرى، فأجابه رسولنا بما معناه أنه لا شىء عليه، وأن حجته صحيحة.. ولو جاء الرجل نفسه يسأل واحداً من شيوخنا إياهم لأمره بالعودة من القاهرة ليرمى الجمرة الباقية!

الذين يعسرون على خلق الله من الحجاج سوف يحاسبهم الله تعالى وحده، لأن «من فتاواهم ما قتل» - على حد تعبير الدكتور ناجح إبراهيم - الذى أستعير منه العنوان، وأحييه على عبارته، وهل هناك أكثر جُرماً من فتوى لشيوخ منغلقين تقتل 1200 من الحجاج، فى ساعة واحدة؟!.. فلا سامحهم الله ولا غفر لهم جميعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من الفتوى ما قتل من الفتوى ما قتل



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon