توقيت القاهرة المحلي 11:49:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مهرِّجون فى السياحة!

  مصر اليوم -

مهرِّجون فى السياحة

سليمان جودة

فى يوليو المقبل، سوف يضىء فندق النيل هيلتون على النيل من جديد، بعد أن انتهت شركة الريتز كارلتون العالمية من تجديده، بما يليق بموقعه على ضفاف النهر الخالد، وبما يجعله إضافة كبيرة لحركة السياحة فى البلد، ولكن بشرط أن يكون إضافة ضمن إضافات!

وحين قرأت خبراً عن قرب افتتاحه، فإننى كنت أسعد الناس، لأننى أعرف أن إظلام فندق على النيل، أو حتى فى أى مكان آخر، هو إغلاق لطاقة أمل أمام الناس، ولأنى أعرف أن السياحة، كنشاط، تظل هى الأكثر قدرة على فتح أبواب عمل أمام كثيرين من عاطلينا الملايين!

إن السائح حين يأتى، فإنه من لحظة خروجه من المطار، إلى عودته لبلاده، يظل مصدراً للرزق، بالنسبة لكثيرين، وفى كل خطوة يخطوها على أرضنا.. فهو يركب التاكسى، وهو يتردد على المطاعم، وهو يشترى ما يحبه من منطقة خان الخليلى، أو من غيرها، وهو يزور هذا المتحف، أو ذاك، وهو يتنزه فى منطقة الهرم، وهو يتجول فى الشارع، وهو يجلس على المقاهى، وهو يدفع من جيبه فى كل مكان يذهب إليه.. وهو.. وهو.. إلى أن يعود، وفى كل خطوة من هذه، فإن هناك مواطناً يبيع له سلعة أو خدمة، ويأخذ منه، فينتفع بالتالى ويجد رواجاً فى حياته!

ولو أنت ذهبت إلى منطقة الحسين، مثلاً، هذه الأيام، فسوف يزعجك للغاية مشهد الشوارع البائس هناك.. ففى وقت من الأوقات، كنت لا تستطيع أن تمشى فيها على قدميك، من شدة زحام السياح، وإقبالهم على محالها التى تعرض بضاعتها فى إلحاح على كل سائح، ولكنها اليوم تبدو ساكنة خامدة، ولا أثر لسائح فيها، وإذا حدث وصادفت أنت سائحاً فى شوارعها، فسوف يكون ذلك من الأمور النادرة، ولا تعرف متى يمكن أن يعود للمنطقة انتعاشها القديم، ولكن ما نعرفه أن على الدولة دوراً مهماً فى هذا الاتجاه، وأن إنعاش السياحة فى البلد فى حاجة إلى خطة معلنة لها مراحل، تمضى من مرحلة فيها إلى أخرى، ووفق جدول زمنى معلن أيضاً.

ولهذا، فبقدر ما أسعدنى خبر الإعلان عن قرب إعادة النيل هيلتون للعمل، وبقدر ما كان إيجابية وسط سلبيات بلا حصر حولنا، بقدر ما أحسست بأن العمل فى السياحة عندنا، من جانب المسؤولين عنها، لايزال عشوائياً، ولايزال بلا برنامج عمل واضح!

هو لايزال عشوائياً، لأن فندق شبرد الذى يبعد أمتاراً عن النيل هيلتون مغلق منذ سنوات، ولا أحد يعلم متى يمكن أن يعود ويفتح أبوابه لرواده، وفى المقابل منه على الضفة الأخرى من النيل، يغلق شيراتون القاهرة أبوابه أيضاً، ومنذ سنوات، ولا أحد يعلم كذلك، متى يمكن أن تضىء غرفاته، وعلى بعد أمتار منهما يستقر الميريديان، الذى رويت جانباً من مأساته فى هذا المكان صباح أمس!

وإذا كان هذا هو حال الفنادق على نيل العاصمة، فماذا عن سائر الفنادق فى باقى المدن.. وماذا عن 400 مركب سياحى ترسو على شاطئ الأقصر، دون عمل، وماذا.. وماذا؟ إلى آخر ما يجعلك تشك فى أن استعادة السياحة مسألة حاضرة بجد على أجندة المسؤولين عنها فى هذا البلد!

منظر شيراتون القاهرة، والميريديان، وشبرد على النيل، بوضعها الحالى، ينطق لك بأن ما نقوله فى السياحة لا نعنيه، ولا نعمل فى سبيله، وأننا مهرجون تماماً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرِّجون فى السياحة مهرِّجون فى السياحة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon