توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً؟!

  مصر اليوم -

هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً

سليمان جودة

بحثت عن الدكتور محمود عمارة، فى لقاء الرئيس مع الفلاحين، فلم أعثر له على أثر، وإذا كان الدكتور عادل البلتاجى، وزير الزراعة، قد جلس إلى يمين الرئيس فى اللقاء، فقد كنت أتوقع أن يكون الدكتور عمارة على يساره مباشرة لأسباب سوف أسردها حالاً، غير أن هذا لم يحدث بكل أسف، وحين سألت اكتشفت أن الرجل لم يحضر، وفقط، وإنما لم تذهب إليه دعوة من أصله!

وعندما قلت من قبل، فى مناسبة مختلفة، إن المواطن إذا صادف هذه الأيام شيئاً يدعوه إلى التفاؤل بمستقبل هذا الوطن، فإنه يصادف بعدها عشرة أشياء تدعوه للتشاؤم، كنت أقصد بالضبط مسائل من نوع ما جرى فى لقاء الرئيس مع ألف فلاح، أمس الأول.

فالغالبية من هذا الرقم جاءت فيما يبدو، لا لتقول للرئيس ما يجب أن يسمعه عن الزراعة، ولا لتسمع ما يتعين عليها أن تسمعه منه، وإنما لتصفق، وتقاطع، وفقط، وقد كان هذا واضحاً على أبلغ ما يكون فى عدد المرات التى قاطعوا فيها رئيس الدولة وهو يتكلم!

وإلا.. فإن لك أن تتصور مقاطعة رأس الدولة 87 مرة خلال لقاء دام ساعة أو ساعتين!!. إذ ليس لهذا من معنى إلا أن الرئيس لم يتكلم كما ينبغى، ولا الذين جاءوا قد سمعوا كما كان لابد أن يسمعوا، فضاع وتبدد وقت الطرفين، ولعل الذى يطالع تفاصيل اللقاء فى صحف الأمس، سوف يلحظ بشكل خفى وقوى، أن الرئيس قد ضاق كثيراً، فى أثناء اللقاء، من طول وكثرة المقاطعات، ولا أريد أن أقول كثرة التهريج، لدرجة أنه قال فى لحظة، ما معناه، إنه لو كان قد جلس مع مجموعة من سيدات الريف لاستطاع أن يتحدث أفضل، ولاستطاعت كل واحدة منهن أن تسانده على نحو ما يجب أن تكون المساندة الحقيقية له فى مكانه!

لماذا حدث هذا كله؟!.. حدث لأن الذين نظموا اللقاء، فى وزارة الزراعة، قد جاءوا بكثيرين إليه، ممن لا علاقة لهم بالموضوع أصلاً، بما جعل الرئيس يخرج منه، فى النهاية، وقد ضاق صدره، ولم ينطلق لسانه!

وحين قلت إنى توقعت أن يكون الدكتور عمارة مستقراً فى اللقاء على يسار الرئيس، كنت أقصد أن لقاء كهذا لابد أن يخرج منه رئيس الدولة، وهو عارف تماماً بما سوف يكون عليه أن يقدمه للزراعة فى بلده، وبطريقة منظمة، ومرتبة، تجعل المقدمات مؤدية إلى النتائج بطريقة منطقية مجردة!.. وهو ما لم يكن متاحاً له فى لقاء من نوعية ما جرى!

أما لماذا الدكتور عمارة تحديداً، فلأنه أنفق سنوات عمره إلى الآن، فى شيئين لا ثالث لهما، أولهما ممارسة العمل بالزراعة، خارج مصر، وداخلها، على مستوى كبير وحقيقى، وثانيهما أنه واصل، ويواصل الكتابة عن مشاكلها عندنا على نحو يقنع القارئ لكتاباته، بامتداد سنين، أنه يكتب فيما يفهم حقاً، وأنه راغب فى نقل ما رآه خارج حدود وطنه إليه، وبالنجاح ذاته الذى شهده وحققه هناك فى الخارج، فى فلوريدا بالولايات المتحدة، مرة، وفى فرنسا مرات.

وإذا كان أحد سوف يظن أنى أبالغ فيما أقول، فليتابع ما يكتبه الرجل فى «الوطن»، صباح كل ثلاثاء، وليحكم على مدى صدق ما أقول، بعدها، لا قبلها.

وأما لماذا غاب عن اللقاء، فالمسؤولية فى الحقيقة عن الغياب يجب إلقاؤها على عاتق المسؤولين عن التنظيم فى الرئاسة، لا فى الوزارة وحدها، لأنى أتصور أن يكون للمحيطين بالرئيس رأى فيمن يجب أن يجلس معه، فى كل لقاء، وأن يكونوا أمناء فى ذلك، للوطن، وللرئيس، ولا أتصورهم يبصمون على القائمة التى تأتيهم من «الزراعة» أو من غير هذه الوزارة، ويسلمون بها، ويسكتون.. لا.. فالأمر خطير، وقد بدأ الناس يلاحظون إقصاء أصحاب الشأن، فى لقاءات كثيرة، وحضور أسماء لا علاقة لها بالأمر من قريب، ولا من بعيد، وما أنزل الله بها من سلطان!

إذا كان هذا يحدث حول الرئيس، وليس له فى الحكم إلا مائة يوم، فماذا سيحدث بعد عام، أو عامين، أو ثلاثة؟!

الآن فقط بدأت أدرك معنى وعواقب عبارة سمعتها من الدكتور صبرى الشبراوى، قبل أسابيع، حين همس لى بأنه بدأ يشعر بأن الرئيس «مقفول عليه»!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً هل الرئيس «مقفول عليه» حقاً



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon