توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وجع عاش به السادات

  مصر اليوم -

وجع عاش به السادات

سليمان جودة

أدعوك للعودة إلى قراءة مانشيت «المصرى اليوم»، صباح أمس، والذى كان هكذا: رفع سعر البنزين فى مايو.. وتعويض الفقراء!
ثم أدعوك، من فضلك، إلى أن تحاول أن تتذكر كم مرة بالضبط قرأت عنواناً بهذا المضمون منذ عام 1977 إلى الآن، وكيف أنه كان، فى كل مرة، بصيغة مختلفة، ولكنه كان تحت عنوان عام واحد هو: كيف يمكن لدعم الحكومة أن يصل إلى مستحقه فعلاً، وكيف يمكن منعه عمن يشكل حصوله عليه جريمة؟!
أما لماذا عام 77 بالذات، فلأن السادات فى يناير من ذلك العام حاول أن يحقق انتصاراً آخر، يحسبه له التاريخ فيما بعد إلى جوار نصر 73 الأعظم، لولا أنه أخفق فيه، وكانت هذه هى هزيمته الوحيدة، إلى جانب انتصارات كثيرة بلا عدد.
وإذا شئنا الأمانة مع النفس، قلنا إن هذه إذا كانت هزيمته الوحيدة، فهو قد أقدم على شىء آخر ندفع ثمنه فادحاً إلى اللحظة الراهنة، وهو سماحه بعودة الإخوان المتخلفين إلى العمل العام.. غير أن هذه قصة أخرى.
كانت للرجل، الذى أراه عظيماً، انتصارات بعدد السنوات التى حكمها، من عام 1971 إلى 1981، لولا أن هزيمة 77، إذا جاز التعبير، قد وقعت، ليس لأنه لم يكن صادقاً فى اقتحام ملفها، وإنما لأنه لم يتهيأ لها جيداً، على نحو ما كان قد تهيأ لنصره الأكبر فى عام 73.
ولأنه لم يتهيأ جيداً، فإن السهم قد طاش من يده، فتراجع عن قرار كان قد اتخذه فى حينه بألا يكون فى البلد شىء خادع اسمه دعم، وأن يزيد المواطن، فى المقابل، فى دخله، بحيث يستطيع أن يشترى السلعة بتكلفتها الحقيقية، وبجودتها المفترضة، فنكون عندئذ، أمام اقتصاد صحى، وسليم، ونقطع الطريق على الذين يذهب الدعم إلى جيوبهم، على مدى 37 عاماً، دون أن تعرف الحكومات المتعاقبة، بامتداد كل هذه السنين، كيف توقفه!
والحقيقة أن القرار فى حاجة الآن إلى شجاعة مماثلة لتلك التى كان السادات قد تحلى بها، وهو يأخذ قراره، ثم إنه كقرار فى حاجة إلى إعداد جيد، وهو الشىء الذى كان ينقصه فى تلك الأيام.
تصور أنت بلداً تقضى حكوماته 37 سنة، فى اللف والدوران حول مشكلة واحدة، ثم تظل، فى كل مرة، تتقدم خطوة، وتتراجع خطوات، بينما المشكلة على حالها، بل تزداد تضخماً، وتكبر وتكبر، حتى صارت تمثل «عقدة» حقيقية لكل حكومة جديدة تأتى إلى مقاعد الحكم.
وتصور أنت أيضاً أننا لسنا وحدنا بالطبع، الذين نواجه مشكلة من هذا النوع، فى هذا الكون، فهناك دول أخرى واجهتها، ثم اقتحمتها، وأنهت صداعها إلى الأبد، خصوصاً فى أمريكا الجنوبية، وبشكل أخص فى البرازيل.
ليس مطلوباً منا، إذن، فى عام 2014، إلا أن نكون على يقين بأن لكل رجل من رجالنا، من عبدالناصر إلى مبارك، انتصاراته، كما أن له إخفاقاته، وقد كان إخفاق 77 هو الأشد وجعاً، بالنسبة للسادات فى حياته، كما روى هو أكثر من مرة، وبالنسبة لنا أيضاً، فيما بعد حياته!
وقد ذكر أحمد بهاء الدين، فى مذكراته، أن شيئاً لم يوجع السادات، خلال 11 عاماً كان حاكماً فيها، بقدر ما أوجعه إخفاق 77، عندما خرجت المظاهرات ترفض قراره، رغم أنه كان قراراً لصالح الجماهير الغاضبة المتظاهرة، ولم يكن فى غايته النهائية ضد صالحها، بأى حال.. ولكن.. منذ متى يتقبل المريض علاجه راضياً؟!
ولا مفر أمامنا، هذه الأيام، إلا أن نحول هزيمة الرجل اليتيمة إلى انتصار، فنعطى المصريين فى عام 2014 دواءً مراً رفضوه فى 77!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وجع عاش به السادات وجع عاش به السادات



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon