سليمان جودة
أمام الوزير هشام زعزوع فرصة، لا أظن أنها سوف تتكرر أمامه بسهولة، وهى إذا فاتته فسوف يكون قد فاته الكثير، وسوف يكون قد فات بلده الكثير والكثير، وأظن أيضاً أنها ليست أمامه وحده، لكنها أمام الطيار حسام كمال، وزير الطيران، بالدرجة نفسها، كما أنها متاحة أمام سفيرنا فى موسكو، الدكتور محمد عبدالستار البدرى، معهما، سواء بسواء!
والدولة، ممثلة فى مجلس الوزراء، تارة، ثم فى الرئاسة، تارة أخرى، مدعوة بقوة إلى أن تدفع بالثلاثة، وبسرعة، فى طريق سوف يعود علينا بالكثير، والكثير جداً، إذا ما أحسنا استغلاله وتوظيفه.
فالوزيران، زعزوع وكمال، ومعهما السفير البدرى، لابد أنهم يعلمون تماماً أن الأزمة الراهنة بين روسيا من ناحية، والولايات المتحدة وأوروبا من ناحية أخرى، بسبب موضوع أوكرانيا، قد جعلت العواصم الأوروبية بكاملها، ومعها الشواطئ، شبه مغلقة أمام السائح الروسى، ويجوز أن تكون قد صارت مغلقة أمامه بالتمام، ولم يعد من الممكن، لمثل هذا السائح أن يعبر إلى أوروبا، أو إلى أى عاصمة فيها، ثم إلى أى شاطئ يتبعها بالسهولة نفسها التى كان يعبر بها من قبل، ولايزال الجانب الأمريكى الأوروبى يتخذ المزيد من الإجراءات العقابية، ضد الروسى، وهى إجراءات سوف تجعلهم يبحثون بالضرورة، عن وجهة أخرى يذهبون إليها، إذا ما حل عندهم الشتاء، الذى تتدنى فيه درجة الحرارة إلى 30 تحت الصفر!
وليس من المتصور أن يجد السائح الروسى شواطئ شتوية فى العالم، أجمل من شواطئنا، خصوصاً فى الغردقة، وفى شرم، ثم لا ننسى بالضرورة شمس أسوان فى يناير، وما قبل يناير، وما بعده، من كل عام!
شتاؤنا على الأبواب، ويبقى بلدنا وجهة مفضلة لأى سائح باحث عن دفء الشتاء، ابتداءً من نوفمبر، وإلى نهاية مارس تقريباً.
السؤال هو: ماذا فعل الوزيران مع السفير من أجل أن يكون الطريق من موسكو إلى هنا، ليس ممهداً أو مفتوحاً، وفقط، وإنما لابد أن يكون جاذباً، ومغرياً، ومحرِّضاً لهم طول الوقت؟!
ليس مطلوباً من الوزيرين، زعزوع، وكمال، ومعهما السفير البدرى، سوى تسيير خط طيران كامل، برحلات منتظمة، من موسكو إلى شرم ثم الغردقة، وبالتوازى معه، من لندن إلى شرم ثم الغردقة، طوال أشهر الشتاء، على أن يبدأ العمل الآن.. وحين أقول الآن.. فإننى أعنى الآن، وبمعناها الحرفى، لأنه لا وقت أمامنا نضيعه.!
أمامكم أيها الرجال الثلاثة فرصة من ذهب، وأمامكم أن تدفعوا إلى السوق المصرية بحجم هائل من الدولارات، وأمامكم أن تنعشوا سوق السياحة فى البلد، ربما كما لم تنتعش من قبل، فلا تفوتوها من فضلكم.
قد يرد واحد ويقول: إن السائح الروسى يعرف مصر جيداً، ويعرف شمسها أكثر من غيره، وإذا كان هذا صحيحاً، فالأصح منه أن هذا السائح سوف تتنازعه وتتسابق عليه أسواق سياحية كثيرة، فى العالم كله بشكل عام، وفى منطقتنا بشكل خاص، ونحن أقرب إليه، ثم أولى به قطعاً، لأن عندنا ما يطلبه وزيادة، بشرط ألا نتركه لمزاجه وهواه، وأن نشده شداً إلينا، وأن نذهب إليه، حيث هو، قبل أن يأتى هو إلى هنا، فالسياحة صناعة لها أصول، ومن بين أصولها أن نقرأ غداً، لا بعد غد، أن الوزيرين طارا إلى موسكو، وأن السفير كان فى استقبالهما، وأنهم بدأوا مهمتهم على الفور!