توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحدث مع السادات للمرة الأولى!

  مصر اليوم -

يحدث مع السادات للمرة الأولى

سليمان جودة


أشعر فى ذكرى نصر أكتوبر من هذا العام بأن الاحتفاء بدور الرئيس السادات باعتباره بطل النصر، ليس كما كان فى كل الأعوام السابقة، وبامتداد 41 عاماً هى عمر نصرنا الوحيد على إسرائيل، منذ تحقق، وأشعر شعوراً قوياً بأن هناك مَنْ راح يُخلى بعض أجزاء الصورة، ليتربع فيها غير السادات.

وأرجو مَنْ سوف لا يصدق ما أقوله أن يراجع بدقة الكلمات التى قيلت من جانب مسؤولينا الكبار خلال يومين أو ثلاثة مضت، وكذلك الصورة المنشورة والمُذاعة فى الإعلام المكتوب والمرئى معاً، وسوف يتضح له عندها معنى ما أقول، وأرجو أن أكون على خطأ.. أرجو صادقاً!

وحتى أكون أكثر وضوحاً، أقول إنه فى ذكرى ثورة يوليو 1952 من كل سنة، يجرى الاحتفال بذكرى جمال عبدالناصر، بوصفه قائد الثورة وزعيمها، وهى مسألة لا أظن أن أحداً يمكن أن يجادل فيها، فقد كان الرجل هو عقل «يوليو»، وهو صاحبها، كما أنه هو الذى قدمها للمصريين بمبادئها الستة الشهيرة، من خلال كتابه المعروف «فلسفة الثورة»، ثم من خلال سياساته فيما بعد.

وفى ذكرى «يوليو» من كل عام، يظل الاحتفاء بعبدالناصر وحده، ولا تأتى فى العادة أى سيرة لآخرين ممَنْ شاركوه الثورة، خصوصاً أعضاء مجلس قيادتها الإثنى عشر.

وفى المقابل، كان 6 أكتوبر هو عيد السادات المتجدد سنوياً، وكان هو، وسوف يظل صاحبه الأوحد، ولم يكن أحد يستطيع أن يناقش فى هذه الحقيقة.. وإلا.. فمَنْ بالضبط الذى اتخذ قرار الحرب؟! ومَنْ بالضبط الذى فاجأ به العالم؟!.. ومَنْ بالضبط الذى قرر أن يتحمل مسؤوليته؟! ومَنْ بالضبط الذى قاد العبور من غرب القناة إلى شرقها؟!.. ومَنْ؟! ومَنْ؟!.. إنه رجل اسمه أنور السادات، ولا أحد غيره!

صحيح أن البطولة هنا تنعقد بطبيعتها لكل الذين شاركوه الحرب وأجواءها، من أول وزير الدفاع يومها، مروراً بكل ضابط، وصولاً إلى كل عسكرى.. وصحيح أنهم كلهم فى البطولة معه سواء، إلا أن هناك فى النهاية رجلاً يظل هو صاحب القرار، وهو متحمل مسؤوليته بكاملها، وبكل ما لكلمة «المسؤولية» من معنى، فهذا ما أقصده بالضبط، وهذا ما أعنيه تحديداً.

وبمثل ما إن بطولة «يوليو» كثورة، تنعقد لعبدالناصر، دون سواه، فإن بطولة «أكتوبر» تنعقد بالضرورة للسادات، دون سواه أيضاً، وليس معنى انعقاد بطولة يوليو لعبدالناصر أنه لم يكن معه آخرون فيها، وكذلك الحال مع أكتوبر، لقد كان هناك آخرون أبطال قطعاً إلى جوار الرجلين، كلٌ فى ميدان معركته، ولكن كل واحد منهما كان هو البطل المتقدم، فى ميدانه الذى ارتبط به، وسوف يظل.

هناك، هذا العام، مَنْ راح يحاول إزاحة اسم السادات وصورته قليلاً ليضع إلى جواره اسم وصورة عبدالناصر، وهو ما أعتقد أنه يحدث للمرة الأولى، ولابد أن يلفت انتباهنا جميعاً، وقبل أن يصيح بعضنا ويقول بأن عبدالناصر كان له دور كبير فى التمهيد لأكتوبر من خلال حرب الاستنزاف على مدى ثلاث سنوات، فإننى أقر بذلك بالطبع وأعترف، ولا أجرد الرجل أبداً من دوره العظيم فى أيام الاستنزاف، غير أنى فى اللحظة ذاتها أنبه بكل قوة إلى أن «أكتوبر» لها بطل عظيم واحد، بل وحيد، من الناحية السياسية على الأقل، وهذا البطل اسمه أنور السادات، ولا أحد غيره!

ولذلك، أستغرب جداً، وتصيبنى الدهشة إلى أقصى حدودها، عندما أتخيل أن يكون هذا كله قد فات على الرئيس السيسى، وهو الرجل العسكرى فى مقامه الأول!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحدث مع السادات للمرة الأولى يحدث مع السادات للمرة الأولى



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon