بقلم - سليمان جودة
بلغت الرغبة من جانب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى التقرب السياسى من إفريقيا، إلى حد أنه أعلن استعداده لإمداد ست دول فيها بشحنات مجانية من القمح!.
لقد أعلن ذلك فى حديثه أمام القمة الروسية الإفريقية، التى انعقدت فى مدينة سان بطرسبرج، والتى دامت يومين وأنهت أعمالها فى ٢٨ من الشهر.. وفى مرحلة سابقة كان قد تكلم فى العموم عن إمداد مجانى لإفريقيا من الحبوب الروسية، ولكنه عندما جاء يتحدث أمام القمة جعل حديثه أكثر تحديدًا، وحصر الإمداد المجانى فى ست دول، وجعله من خلال شحنات أقصاها ٥٠ ألف طن، أى أنها ليست مطلقة ولا هى بلا سقف.
وما يعلنه بوتين سبق أن أعلنته دول أخرى أكبر من روسيا، فسمعنا من قبل عن القمة الصينية الإفريقية، وعن أن الصين سوف تقدم كذا وكذا للقارة السمراء، وعن سباق صينى إلى أرض القارة وفضائها.
ولم تشأ الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخلف عن السباق، حتى وإن كانت قد جاءت متأخرة، فراحت تلملم نفسها وترتب أفكارها وأوراقها، ثم جاءت تسارع إلى الأفارقة وتضرب لهم الوعود السخية.. وكانت القمة الأمريكية الإفريقية التى انعقدت آخر السنة الماضية فى واشنطن، واحدًا من تجليات أمريكية كثيرة بدأت تتجلى فى سماء القارة.
وكانت فرنسا فى هذه الأثناء تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى مستعمراتها الإفريقية السابقة، فكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لا يتوانى عن الذهاب إلى كل عاصمة من عواصم القارة يمكنه الذهاب إليها.
هؤلاء الساسة الذين يتوافدون على إفريقيا لم يكونوا يفعلون ذلك من أجل سواد عيونها، ولا كانوا يبادرون إلى ما يبادرون به لأسباب إنسانية، ولكنهم كانوا يفعلونه من أجل مصالح اقتصادية عالية يجدونها متوفرة فى هذه القارة الغنية، ومن أجل تحالفات سياسية بدت مطلوبة بشدة؛ فى حالة الرئيس الروسى على سبيل المثال.
ولم يكن ينطبق عليهم جميعًا شىء وهُم يتسابقون عليها، إلا بيت الشعر الذى كان صاحبه يقول فيه:
«وكلُ يدّعى وصلًا بليلى.. وليلى لا تُقر لهم بذاكا»!.