توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جنى عليه الوباء!

  مصر اليوم -

جنى عليه الوباء

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

ضحايا الأجواء التى نعيشها هذه الأيام، ليسوا فقط الذين قد يصيبهم وباء كورونا بشكل مباشر، ولكنهم أيضاً الذين يرحلون تحت ظلال سحابته القاتمة، فيسقطون تحت قدميه فى الزحام، فلا يكاد يدرى بهم أحد، ولا يكاد يلتفت إليهم إنسان، رغم أن رحيلهم فى ظروف أخرى كان سيملأ الدنيا ويشغل الناس!

وفى المقدمة من هؤلاء يقف الأديب المبدع جميل عطية إبراهيم، الذى رحل قبل أيام فى مدينة بازل السويسرية، حيث كان يقيم منذ سنوات طويلة!.. وقد أبعدته إقامته هناك عن الناس فى القاهرة بعض الشىء، ثم جاء رحيله فى ظروف الوباء الذى يأخذ بخناق الجميع ليبعده أكثر.. ولمن لا يعرف، ففى بازل نفسها يقيم منذ عشرين سنة الدكتور حسن مصطفى، حيث يرأس الاتحاد الدولى لكرة اليد، منتخباً بجدارة لخمس دورات متعاقبة، ومتحدثاً عن بلده فى كل محفل بالصورة التى تليق!

عاش جميل عطية العامين الأخيرين يعانى أعراض ألزهايمر اللعين، فكان خلالهما مثل عمر الشريف، يرحمه الله، يتعرف على أقرب الأصدقاء بشق الأنفس، وفى أحيان كثيرة كان يخلط بينهم وينسى أسماءهم، فإذا ذكرها راح يتحدث عن أصدقاء زاروه، وتكون المفارقة المؤلمة أن هؤلاء الذين تخيل هو أنهم زاروه قد رحلوا منذ سنين، ولكن ألزهايمر يصورهم فى نظره أحياء!

وقد رحل فى غمرة الانشغال بالوباء، فبدا فى مشهد الوداع الأخير وكأنه مصطفى لطفى المنفلوطى، الذى غادر دنيانا يوم إطلاق النار على سعد زغلول عام ١٩٢٤، فلم يسارع أحد إلى جنازته، ولا مشى وراءه صديق يشيعه، أو كأنه طه حسين الذى أسلم الروح فى ذروة انتصارات أكتوبر ١٩٧٣، فمضى فى هدوء لم يكن يعرفه فى حياته الممتدة الصاخبة!

عن جميل عطية كتب الشاعر المغربى مهدى أخريف فقال: روايته «أصيلة» ذات قيمة أدبية معتبرة، ولكن قيمتها التأريخية لا تُقدر بثمن.. وكتب: اقترحت عليه إقامة أمسية أدبية فى إطار موسم منتدى أصيلة الدولى، وقلت له إن معالى الوزير.. يقصد محمد بن عيسى أمين عام المنتدى.. سيُسر بالاحتفاء بك، ليس لمكانتك الأدبية، ولكن لمكانة مصر منه منذ دراسته بها، وعمق روابطه فيها ثقافياً وسياسياً وإنسانياً!.. ثم كتب أيضاً يقول: من لم يعرف جميل عطية إبراهيم، لم يعرف شعور المسيح وهو يهتف: إلهى لا تنسنى!

رحم الله الأديب الذى جنى عليه الوباء.. وأعطى الله الدكتور حسن مصطفى الصحة وطول العمر!.. فكلاهما يمثل وجه مصر المضىء الذى عاشت عليه وبه تحيا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنى عليه الوباء جنى عليه الوباء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon