بقلم - سليمان جودة
كان الرئيس الأسبق مبارك يلعب رياضة الاسكواش، وكان يمارسها بانتظام، وكان يفعل ذلك بعيداً عن الكاميرات، ولكن حرصه على أن يلعبها على نطاق ضيق لم يمنع من انتشار صور شهيرة له فى ملاعبها، ولا منع الإعلام من الاهتمام باللعبة، وأخبارها، وبطولاتها، ليس لأنها لعبة رياضية مهمة، ولا لأن لنا فيها جولات مشهودة، ولكن بالأساس لأنها لعبة الرئيس المفضلة!.
والذين لعبوا الاسكواش وحققوا فيها بطولات أيام مبارك كانوا من سعداء الحظ، لأنهم ضمنوا اهتماماً يليق بهم فى إعلامنا، وصادفوا حفاوة ظاهرة على كل شاشة وقتها، ولأن صحافتنا أفردت لهم مساحات عريضة فى صدر صفحاتها الأولى!.
وعندما فازت اللاعبة نور الطيب ببطولة عالمية فى اسكواش الولايات المتحدة، قبل عدة أشهر، فإننى أشرت إليها فى هذا المكان وهنأتها، وتمنيت لو أن بطولتها جاءت مبكرة عن موعدها بضع سنوات، ليحتفى بها الإعلام كما يجب.. فلو كان فوزها فيما قبل ٢٥ يناير لكان له، ثم لها، شأن آخر على الصفحات والشاشات، ولكانت صورها قد ملأت نشرات الأخبار!.
وأمس الأول قطعت نور خطوة أوسع، ففازت ضمن منتخب سيدات الاسكواش ببطولة العالم التى أقيمت فى مدينة داليان الصينية.. ولم تكن وحدها هذه المرة، ولكن كانت معها بطلات ثلاث: رنيم الوليلى، ونوران جوهر، ونور الشربينى!.
وقد تناقلت الصحف صورة للبطلات الأربع، وكانت ملامح البهجة تملأ الوجوه الأربعة، وكانت الابتسامة العريضة تقول إن سعادتهن مضاعفة: مرة ببطولة العالم، ومرة بأن الفوز فى المباراة النهائية كان على منتخب سيدات إنجلترا بهدفين نظيفين فى مرمى الإنجليز!.
ولم تكن هذه هى البطولة الأولى من نوعها، وإنما كانت الثانية على التوالى، والرابعة فى تاريخ المنتخب، ولم يبالغ هانى حمودة، عضو مجلس إدارة اتحاد اللعبة، عندما قال إن هذه البطولة الرابعة قد جعلت منتخب سيدات مصر يسيطر على عرش الاسكواش!.. ولا كذلك عمرو شبانة، المدير الفنى للمنتخب، الذى رأى أن فوز منتخبه كان عن استحقاق وجدارة، وأنه يبعث برسالة تقول إن هذا المنتخب هو الأفضل فى العالم!.
الشىء الوحيد الذى بدا أنه ينقص فوز منتخبنا العالمى، أن فوزه هذه المرة تأخر سبع سنوات، فلو تحقق قبل ٢٠١١ لكان قد ملأ الدنيا وشغل الناس!.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع