توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جرّبوا ولو مرة!

  مصر اليوم -

جرّبوا ولو مرة

بقلم : سليمان جودة

 عاش الدكتور محمد شتا حتى رأى بلديات تونس تغربل رمال الشواطئ، لتظل ناعمة ونظيفة، فإذا جاءها سائح من آخر الدنيا، عاد إليها مرةً ثانية، وثالثة، وعاشرة.. ثم ذهب يحكى لغيره عما رآه!.

وهى فكرة معناها أن السائح لا يفضل بلداً على بلد لأسباب خفية، ولكنه يفضل شاطئاً على شاطئ آخر، لأنه يجد فى الأول ما يحب أن يجده، ولا يصادف الشىء نفسه فى الشاطئ الثانى!.

وليس فى الأمر معادلات صعبة.. ولا فيه كيميا!.

ويسألنى الدكتور شتا فى رسالته: كيف تدعو إلى تعليم السياحة فى المدارس، وهى عملية فى حاجة بطبيعتها إلى سنوات لتكون لها نتيجة على الأرض؟!

أقول إننى أعرف هذا، وأعرف أن الذين سبقونا فى السياحة، ممن لا يملكون نصف إمكاناتنا السياحية، جعلوا السياحة مادة من المواد المقررة فى المدارس، وأخذوا الطريق من أوله ليحصلوا على ما يجب أن يحصلوا عليه فى آخره!.

وإسبانيا التى نضرب بها المثل دائماً فى نجاح السياحة، فعلت هذا على وجه التحديد، وخاطب الجنرال فرانكو الإسبان بما معناه أنهم إذا كانوا يريدون السياح يتدفقون على البلد، فهناك وسائل كثيرة إلى هذه الغاية، غير أن أول وسيلة هى أن تكون السياحة إحدى المواد التى يدرسها كل طالب منذ الصغر!.

ولأنهم بدأوا من عند هذه النقطة، دون غيرها، فإنهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه سياحياً هذه الأيام.. وما كانوا ليصلوا إلى ما نعرفه عنهم لو أنهم لم يبدأوا من عند المدرسة!.

وإذا كانت المسألة هكذا، فسوف نجد أنفسنا أمام هذا السؤال: مَنْ سيعلم سائق الحنطور، وسائق التاكسى، وبائع البازار، الآن، وجميعهم لم يتعلموا شيئاً عن السياحة فى أى مدرسة؟!.

والإجابة هى فى شرطة سياحة قوية لا تتهاون مع واحد من هؤلاء جميعاً.. ولاتزال لبنان صاحبة تجربة ناجحة فى هذا الموضوع، فلقد كان السائح على أرضها دائم الشكوى من مطاردات السائق والبائع وغيرهما فى كل مكان، وكان كل سائق يعتبر أى سائح هدفاً لاستخراج ما يستطيع استخراجه من جيبه، وكذلك كل بائع، إلى أن قررت شرطة السياحة محاصرة الظاهرة والقضاء عليها!.

وقد نجحت بيروت فى ذلك إلى حد كبير!

وعندنا لايزال سائق التاكسى يجرى به فى الشارع، دون عداد، على غير ما تعرفه أى عاصمة فى العالم، وإذا كان فى السيارة عداد فهو دائماً لا يعمل، فإذا جاء سائح يطلب الانتقال من المطار إلى الفندق، باع فيه السائق.. واشترى!.

ولو جربنا سحب الرخصة من كل سائق يقود سيارته بلا عداد يعمل، فلن يكررها سائق آخر.. ولو سحبناها من كل سائق لا يرتدى زياً موحداً لابد من الالتزام به، فلن يفعلها واحد سواه!

وقد أعجبتنى جملة فى الرسالة تقول: جرّبوا إنفاذ القانون على كل سائق، وكل بائع، وفى كل مكان فى الشارع، دون استثناء أحد، وسوف تحصلون على أروع النتائج!

جرّبوا من أجل خاطر مصر.. فهى تستحق أن تجربوا ذلك من أجلها!.

نقلاً عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرّبوا ولو مرة جرّبوا ولو مرة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon