توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكم قبل المداولة

  مصر اليوم -

الحكم قبل المداولة

بقلم - سليمان جودة

رغم أن مسلسلات رمضان هذه السنة لا تتجاوز ١٥ حلقة فى الكثير منها، إلا أن كثيرين من المشاهدين لم يستطيعوا الانتظار، وبدأوا منذ الحلقة الأولى فى تقييمها وإطلاق الأحكام النهائية عليها.

ولا تعرف كيف يمكن الحكم على عمل فنى من مجرد إلقاء نظرة عابرة عليه، أو من مجرد متابعة مشهد هنا أو هناك، أو من مجرد السماع عنه من آخرين، أو حتى من عنوانه، أو من صور الدعاية كما حدث مع الفنانة منى زكى على سبيل المثال؟.

ولأن أى عمل فنى هو فكرة مكتملة فى النهاية، فليس من الممكن أن تحكم على العمل من خلال حلقة فيه، ولا من حلقتين، ولا حتى من عشر حلقات.. قد يتكون عندك انطباع عن العمل فى مجمله، وقد تجد فى حلقاته الأولى من المعانى ما يعجبك أو ما لا يعجبك فتتوقف أمامه.. وهذا طببعى.. ولكن غير الطبيعى بالمرة أن يبدأ عرض المسلسل أول أيام رمضان، فينطلق الهجوم عليه فى اليوم الثانى من الشهر.

وقد كانت الفنانة رحمة أحمد، بطلة مسلسل «الكبير أوى» مع الفنان أحمد مكى، هى حائط التنشين الذى راح يتلقى حصيلة الانطباعات الأولى عن دورها فى المسلسل.. والغريب أنها كانت محل إشادة كبيرة فى الجزء السابق من المسلسل نفسه فى السنة الماضية، فلما دار العام دورته تعامل معها المشاهدون وكأنهم لا يعرفونها ولا تعرفهم، وأطلقوا عليها سهام النقد من كل اتجاه!.

ولايزال هذا المسلسل بالذات من الأعمال القليلة جداً التى ترسم البسمة على وجوه الناس فى رمضان، ولايزال من الأعمال التى يتابعها المشاهد من سنة إلى سنة، دون شعور بالملل، ودون أن ينصرف عنه إلى مشاهدة عمل فنى آخر من نوعه.

ولم يكن هذا المسلسل هو وحده الذى تعرض للتسرع فى إطلاق الأحكام، فهناك أعمال أخرى إلى جانبه أصابتها سهام الأحكام المسبقة، ولم يملك المشاهدون ما يكفى من الصبر على المشاهدة، ولا ما يكفى من التعقل فى استقبال العمل الفنى بكل عناصره التى لا يكون العمل عملاً فنياً بغيرها.. والشىء غير المفهوم أن شيئاً من هذا لم يكن يحدث من قبل بهذا الشكل، وكان المشاهد يملك من الصبر على المشاهدة ما يجعله يتابع ما يتابعه جيداً ثم يحكم عليه، لا أن يحكم عليه ثم يشاهده بعد ذلك إذا شاء.

المشاهد بالنسبة للعمل الفنى كالقاضى بالنسبة للقضية المنظورة أمامه، وكما أن الثانى يقرأ قضيته ويدرسها قبل أن يحكم فيها، فإن على المشاهد أن يتعامل مع الأعمال الفنية بالطريقة نفسها.. هذا هو منطق الأشياء الذى لا بد منه ولا بديل عنه.. وإلا، ما كان حكم القاضى قد قيل عنه: إنه عنوان الحقيقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكم قبل المداولة الحكم قبل المداولة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon